صوت العدالة – م. البشيري / ع.السباعي
استيقظ مندهشاً من هول الصدمة، ليحمل همه متثاقلا، و يفتح باب سيارة الاجرة التي كان يقودها اثناء مناوبته الليلية بحي التشارك بالبيضاء . تقاسيم وجه تاهت بين الاسى والذهول ..فلا بياض شعر رأسه الذي يحيل على الوقار، ولا تقاسم وجهه التي نحتها الزمن .. شفعت له هذه المرة لينأى بنفسه بعيدا… ركضت عيناه في الارجاء سريعا وهو لا يزال في مكانه.. وكأنها تبحث عن شيء ما.. ليرى نفسه من خلال المرآة ويكتشف ان حملهم للسلاح لم يكن من قبيل المزاح .. ضربة من سلاحهم الابيض، كانت كافية جدا لتترك للرجل فتحة على رأسه ستخلق العبث وتوحد الالوان، دم احمر .. ليلة حمراء.. وسيارة اجرة حمراء في مدينة البيضاء.
تلك كانت تجربة سائق سيارة الاجرة -طاكسي صغير- ليبدأ عمله اليومي جعلته يقابل تحديات لكنها صارت عادية بحكم العادة.. تجربته بحي التشارك تكاد تختلف عما سبق بشكل كامل… بعد ايصاله لفتيات الى العنوان المقصود، فوجئ بدراجة نارية علي مثنها عصابة مدججة بالسيوف تعترض طريقه، لم يكن وقته كافيا ليتخد قرارا غير قرار الاستسلام للاقدار… انه ضحية سرقة موصوفة لم تنفع معها المقاومة،مع التهديد بالسلاح الأبيض المفضي الى احداث جروح بليغة على مستوى الرأس.
هذا الحادث تزامن في الاثناء مع مرور دورية فرقة الدراجين، التي لم تترك لهم لحظة لينتشوا وينعموا بالغنيمة.. حيث تدخلت الفرقة وقامت بمطاردة الجناة بقلب حي التشارك .. مطاردة هوليودية في جنح الظلام مقرونة بحزم رجال الشرطة..يستحقون عليها التوشيح لم تكن لتدم طويلا، ليسقط الجناة في يد صقور المطاردة ويقيدوا بالاصفاد .
وحسب مصادر الجريدة ، و خلال البحث الاولي فالجناة من ذوي السوابق العدلية في حمل السلاح الابيض والسرقة الموصوفة و تكوين عصابة اجرامية باستعمال دراجة نارية من نوع سوينك. حيث تنشط بالدرجة الاولى على مستوى كل من حي مولاي رشيد و حي التشارك.
تجدر الاشارة في الاثناء ان الجناة وهم ( ب.و-ب.ز) في العقد الثاني من العمر ، 20 و 26 سنة قد وجهت لهما تهم تكوين عصابة اجرامية، مع حمل السلاح بغية ترهيب وتهديد أمن وسلامة المواطنين بالمدينة. وعلى هذا الاساس فقد تمث احالتهم على الشرطة القضائية بولاية امن اناسي قصد تعميق البحث معهم و استكمال التحقيقات وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها.. أحداث تتجدد ..وكأن القدر حريص على بناء سيناريو حياتنا اليومية بتكرار نفس المشهد لكن بشخصيات مختلفة .