الرئيسية آراء وأقلام فرحة عيد الفطر بطعم التباعد الاجتماعي

فرحة عيد الفطر بطعم التباعد الاجتماعي

IMG 20200524 WA0122
كتبه كتب في 24 مايو، 2020 - 9:38 مساءً

صوت العدالة – إسماعيل المالكي

اعتاد المغاربة الاحتفال بالعيد منذ سنين عديدة رفقة ذويهم والتئام العائلة، بعد أداء صلاة العيد في المساجد، التي أصبحت في هذا العام خاوية على عروشها، حيث أن العيد هذه السنة جاء بطعم مغاير لباقي الأعياد التي مرت، وذلك لما يشهد العالم من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي فرضت على ساكنة دول العالم ومن بينها ساكنة المغرب التزام البيوت، وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى.

فقد كانت الاستعدادات لاستقبال هذا الضيف، تجرى قبيل أسبوع من حلوله، حيث ينتظره الجميع بلهفة خاصة الأطفال الصغار الذين يرتدون أبهى الأزياء، ويخرجون للشارع واللعب رفقة أصدقائهم فرحا بقدوم العيد، وكذا الكبار الذين يتبادلون التهاني والتحايا وزيارة الأقارب، و قبل كل ذلك الكل ينتظر صلاة العيد للذهاب إلى المصلى لإقامة هذا الركن الأعظم، و الذي حرم منه المغاربة قاطبة و فرض عليهم أداء صلاة العيد في المنازل، فعيد هذه السنة جاء على غير عادته، وذلك لما فرضه الفيروس القادم من الصين على العالم أجمع، ليجعل الاحتفال بالعيد بالبيت، وبطعم التباعد الاجتماعي.

كما سبق لكوفيد-19 أن أرغم المسلمين عامة على هجر المساجد وأداء الصلوات من المنازل، ليمر رمضان هذه السنة مختلفا عم تعودت عليه الدول الإسلامية، فحتى المسجدين النبوي والحرام لم يسبق أن أغلقا في وجه المصلين إلا ناذرا، لكن الفيروس أرغم الجميع على هجر المساجد مؤقتا، والتي ستفتح حالما يتم التوصل للقاح للجائحة.

ففرحة العيد ولقاء الأحبة المعتادين لذا المغاربة اندثر في هذه السنة، ليحل محلهما الاحتفال عن بعد، لضمان السلامة الصحية للمواطنين، وكذا السيطرة على الوباء، لكون عدد الإصابات مازالت تسجل يوم بعد يوم، وهو ما فرض على السكان ضرورة قضاء العيد في المنازل.

كما تجدر الإشارة إلى أن هناك عدد من الطلبة، وكذا المغاربة المقيمين بالخارج فرض عليهم الاحتفال بعيدا عن ذويهم، والذين لم يتمكنوا من العودة لأحضان عائلاتهم، حيث كانت المملكة قد أغلقت الحدود، ومنع التنقل بين المدن محليا.

إضافة إلى فئة أخرى جعلها الفيروس تقضي العيد بعيدا عن ذويها، هم رجال السلطة والأطباء والممرضين، وكل الساهرين على حماية الحياة العامة داخل البلاد.

مشاركة