في أروقة المكاتب وممرات ساحات العمل، تتجلى العلاقات المهنية بين الزملاء على السطح بواجهة من التعاون والتفاهم. لكن، تحت هذا السطح الهادئ، قد تتكمن بعض التصرفات المشينة التي تصيب قلب العلاقات المهنية في مقتل ،حيث يحل الغدر والخيانة بين الزملاء ليست مجرد تصرفات فردية سلبية، بل هي ضربات تحت الحزام تترك أثرًا مدمرًا على الأفراد والجماعات.
فالغدر في بيئة العمل يتخذ أشكالًا متعددة، وكلها تشترك في هدف واحد هو إيذاء الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
من بين هذه المظاهر تشويه سمعة الزملاء بنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة،و سرقة الأفكار و المجهودات بل الأخطر حينما يلجأ البعض إلى التآمر ضد زملائهم، محاولين عرقلة تقدمهم المهني أو إيقاعهم في مشكلات مع المسؤولين بوشايات كاذبة و مغرضة حيث تتعدد الأسباب و تختلف بين الرغبة في الترقية أو الحصول على مكافآت و امتيازات أكثر والتي تدفع البعض إلى استخدام أساليب غير نزيهة يغديها الشعور بالغيرة من نجاح الآخرين الشيء الذي يدفع البعض إلى محاولة إفشالهم. لكن وللأسف الشديد في بيئات العمل التي يظن البعض تسودها روح التنافس، قد يلجأ البعض إلى وسائل غير مشروعة لتحقيق التفوق جراء غياب المبادئ الأخلاقية والقيم المهنية ما يجعل البعض يستسهلون اللجوء إلى الغدر والخيانة و الوشاية و التحريض و التشويش مما يؤدي إلى زعزعة الثقة بين الزملاء، و يعيق العمل الجماعي حيث يشعر الموظفون بالإحباط واليأس، مما يؤثر سلبًا على أدائهم وإنتاجيتهم.
فالغدر والخيانة في بيئة العمل ليست مجرد تصرفات سلبية بل هي تهديد حقيقي لسلامة وأداء فريق العمل و تدمير للقيم الفضلى التي يجب أن تجمع بين الزملاء و تعزز الثقة و الاحترام بينهم كأسرة واحدة هدفها المصلحة العامة و نجاح العمل .