جريدة صوت العدالة – حفيظ المخروبي
في أفق تحويل غابة المقاومة (المرابو) إلى متنزّه حقيقي يُنعش المدينة ويمنح ساكنتها فضاءً للراحة والمرح، نُثمِّن المبادرة الأخيرة التي تمثلت في تثبيت الكراسي والألعاب، والتي نعتبرها خطوة أولى في مشروع طموح.
هذا الإنجاز البسيط في مظهره، العميق في دلالته، يعكس بداية وعي جماعي بأهمية الفضاءات الخضراء في تحسين جودة الحياة، ودورها في التربية البيئية والترويح عن النفس، خاصة للأطفال والعائلات.
غير أن هذه المبادرة، رغم إيجابيتها، تفرض علينا استحضار تجربة سابقة شهدها نفس الفضاء قبل حوالي عامين، حيث تم وضع ألعاب ومرافق للأطفال دون أي شكل من الحراسة أو المتابعة، ما أدى إلى تعرّضها للتخريب والنهب، خصوصًا سرقة الحديد والأبواب. وهو ما نعتبره إنذارًا صريحًا يدعو إلى ضرورة فرض حراسة مشددة ودائمة على هذه الفضاءات، لحمايتها من أي اعتداءات أو عبث.
إن استمرار مثل هذه المبادرات بدون تأمين جدي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويُفرّغ المجهودات من معناها. وعليه، فإننا نناشد الجهات المعنية، سواء كانت جماعية أو أمنية، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حراسة هذا الفضاء طيلة الوقت، وإلا فإننا نخشى أن تتكرر المأساة، ويفقد السكان ثقتهم في المشاريع التنموية.
كما نأمل أن تتوسع هذه المبادرة لتشمل المساهمة الجمعوية الفنية التي لا تتطلب بالضرورة تمويلًا ماديًا، بل يمكن أن تكون مساهمات متمثلة في تنظيم أنشطة ثقافية وفنية من قبل الجمعيات المحلية، مثل جمعية “أحد س” وغيرها. من خلال عروض مسرحية، موسيقية، ورشات تعليمية، وفعاليات للأطفال والشباب، مما يعزز دور الفضاء في تنمية الحس الثقافي والفني.
ونشدد على أهمية انخراط السلطات المحلية في هذا الورش المجتمعي، سواء عبر الدعم اللوجستيكي، أو ضمان الأمن والنظافة، بما يليق بمكانة هذا الفضاء الطبيعي والتاريخي.
ختاماً، نرفع تحية تقدير لكل من ساهم في هذه الخطوة المباركة، مع التأكيد على أن النجاح الحقيقي لهذه المبادرات يبدأ من التأمين والحماية، حتى لا تضيع الجهود هباءً، ويستمر الأمل في تحويل غابة المقاومة (المرابو) إلى متنزّه منظم وآمن يُسعد الجميع.





