الرئيسية أخبار وطنية عيدك ذهب؟ تقليد ‘حق الملح’ يُشعل المعركة بين الحب والإنستغرام

عيدك ذهب؟ تقليد ‘حق الملح’ يُشعل المعركة بين الحب والإنستغرام

IMG 1459
كتبه كتب في 4 أبريل، 2025 - 12:32 مساءً

صوت العدالة : محمد زريوح

مع انقضاء شهر رمضان، يعود الحديث مجددًا عن أحد أجمل التقاليد التي تميز الثقافة المغربية، وهو تقليد “حق الملح”، الذي يحمل في طياته رمزية الامتنان والتقدير للمرأة على مجهودها طيلة الشهر الكريم.

ويُقصد بهذا التقليد الهدية الرمزية التي يقدمها الزوج لزوجته صباح عيد الفطر، اعترافًا بصبرها وتفانيها في تحضير موائد الإفطار والسحور، وإدارة شؤون البيت رغم مشقة الصيام وضغط اليوميات الرمضانية.

في الماضي، كان “حق الملح” يكتفي بخاتم بسيط، أو قارورة عطر، أو حتى مبلغ رمزي يوضع على صحن الحلوى، مرفقًا بكلمة طيبة تعبر عن الشكر. لكن هذا المعنى البسيط بدأ يتغير تدريجيًا مع تبدل أنماط الحياة وتزايد تأثير مواقع التواصل.

لم تعد بعض الزوجات، خصوصًا من متابِعات “إنستغرام”، يرضين بالهدية الرمزية، بل أصبح “حق الملح” في نظرهن فرصة للحصول على هدايا ثمينة، مثل سلسلة ذهبية، أو ساعة فاخرة، وربما حتى سيارة صغيرة، كما تروج لذلك بعض المؤثرات في منشوراتهن.

في هذا السياق، يجد عدد من الأزواج أنفسهم أمام ضغط نفسي واجتماعي، يُحوّل لحظة الامتنان إلى مناسبة ثقيلة على الجيب، ويجعلهم يترددون قبل التعبير عن تقديرهم خشية الدخول في متاهات المقارنات أو التوقعات المبالغ فيها.

رد الفعل لم يتأخر، إذ أطلق بعض الأزواج “حملة ساخرة” مضادة بعنوان “حق السكر”، في إشارة إلى التوتر والضغط الذي يعانونه خلال رمضان، بسبب المشاحنات اليومية أو المطالب المتزايدة، معتبرين أن صبرهم أيضًا يستحق التقدير.

ومع تصاعد هذه الأصوات، تطرح فئة من المهتمين بالثقافة الأسرية تساؤلات حول جدوى هذه المبالغات، وهل ما زال “حق الملح” يحتفظ بروحه الرمزية، أم أنه أصبح فخًا استهلاكيًا آخر في زمن تزايدت فيه ثقافة الاستعراض.

ورغم كل هذا الجدل، لا يمكن إنكار أن “حق الملح” يظل تقليدًا جميلًا ينبض بالحب والامتنان، شرط أن يُمارس بروح التقدير الصادق لا كمناسبة لفرض الهدايا أو خلق فجوة مادية داخل الأسرة.

وفي النهاية، قد يكون الحل في العودة إلى الأصل: لمسة حنان، كلمة تقدير، وهدية رمزية تحمل المعنى لا الثمن، فذلك وحده كفيل بأن يُحافظ على جوهر هذا التقليد الجميل في البيوت المغربية.

مشاركة