أعلنت السلطات التركية عن عودة 7621 لاجئا سوريا إلى بلادهم خلال الأيام الخمسة التي تلت سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أكده وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا. وأوضح الوزير، في بيان نشره عبر منصة “إكس”، أن العودة تمت بشكل طوعي بين 9 و13 دجنبر الجاري.
شهدت المعابر الحدودية التركية السورية نشاطا ملحوظا مع تدفق السوريين العائدين إلى وطنهم، حيث أظهرت البيانات الرسمية عبور 1259 شخصا يوم الإثنين، وارتفعت الأرقام تدريجيا إلى 1669 يوم الثلاثاء، ثم 1293 الأربعاء، و1553 الخميس، وصولا إلى 1847 شخصا يوم الجمعة.
وأفاد مراسلون دوليون، من بينهم فريق وكالة “فرانس برس”، أنهم رصدوا حشودا كبيرة من السوريين تتجمع عند معبر جيلفي غوز الحدودي، القريب من مدينة حلب، في مشهد يعكس حجم الرغبة في العودة بعد سنوات من النزوح.
لمواكبة الأعداد المتزايدة للعائدين، أعلنت السلطات التركية عن رفع الطاقة الاستيعابية اليومية للمعابر الحدودية، حيث ارتفعت من ثلاثة آلاف شخص إلى ما بين 15 و20 ألف شخص يوميا. كما يجري العمل على افتتاح معبر حدودي جديد لزيادة كفاءة حركة العبور، إلى جانب تشغيل خمسة معابر أخرى.
تستضيف تركيا حاليا نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري فروا من النزاع الذي اندلع في عام 2011. وعلى امتداد أكثر من 900 كيلومتر من الحدود المشتركة، شكلت تركيا محطة رئيسية لعبور اللاجئين، سواء في الهروب من النزاع أو في العودة إلى المناطق الآمنة بعد التحولات السياسية الأخيرة.
تمثل هذه الحركة المتزايدة للعائدين مؤشرا على تحولات سياسية مهمة في المنطقة، ولكنها تأتي أيضا مع تحديات متعلقة بتأمين العودة الطوعية والآمنة للسوريين. ويبقى السؤال حول قدرة المناطق المستقبلة على توفير الاحتياجات الأساسية للعائدين، من سكن وخدمات وبنية تحتية.
تركيا، التي رفعت من قدراتها اللوجستية لتسهيل العودة، تبدو ملتزمة بدعم هذه العملية. ومع استمرار التطورات على الأرض، تظل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم خطوة مفصلية في مسار إنهاء تداعيات النزاع المستمر منذ أكثر من عقد.
