عندما شن فيشي حملة اعتقالات اليهود في باريس عام 1942 ووقف محمد الخامس ضد معادات السامية 

نشر في: آخر تحديث:

 
حدث في مثل هذا اليوم / صوت العدالة
التاريخ يتذكر والذكرى صفحة مظلمة من تاريخ فرنسا في مثل هذه الأيام التي مرت في 16 يوليوز / تموز من سنة 1942 شنت الشرطة الفرنسية على عهد حكومة فيشي الموالية للنازية حملة اعتقالات واسعة لحوالي 12 ألفا و884 يهوديا في العاصمة باريس تحت اشراف وباتفاق بين السلطات الألمانية النازية وحكومة فيشي, تم تقسيم الموقوفين الذين كان من بينهم أطفال وعشرات القاصرين  بين معسكر اعتقال رهيب بدرانسي بالجهة الشرقية من باريس , وملعب سباق الدراجات الشتوي .
الحملة ضد السامية التي عرفت تحت إسم فال ديف شكلت نقطة سوداء في تاريخ فرنسا والتي استهدفت التهجير القسري ليهود أوروبا نحو معسكرات الكيستابو النازية خلال الحرب العالمية الثانية .
المأساة أن عددا ضئيلا  من هؤلاء  المهجرين قسرا من يهود باريس وأوروبا هم فقط من منحتهم الصدفة الحياة ليعودوا ناجين من محارق النازية و معسكرات الإبادة التي نصبت لهم في أوشفيتز ببولندا. ولم ينج من تلك الحملة سوى العشرات.

ذكرى أليمة موشومة بالعنصرية والإبادة التي استهدفت اليهود أحيتها فرنسا كالعادة يوم أمس بحضور ماكرون ورغم اعتراف فرنسا بمسؤولية الدولة إلا أن اعتدارا لم يصدر منها عن هذه الصفحة المؤلمة في مسار الإنسانية .
 في تلك الفترة الحالكة  رفض محمد الخامس الموافقة على القوانين النازية لحكومة فيشي بل وقف موقف إنساني ضد النازية  برفضه تسليم ولو يهودي مغربي  لألمانيا باعتبارهم رعايا مغاربة يتمتعون بكل حقوقهم . وفي هذا الموقف الشجاع لأب الأمة المغربية المغفور له محمد الخامس يقول المستشرق الفرنسي جاك بيرك :”أنه لما حاولت حكومة فيشي الفرنسية الخاضعة لألمانيا الهيتلرية أن تضطهد يهود المغرب، وقف الملك محمد الخامس يدافع عنهم ويحذر من أن يمسوا بسوء، مؤكدا أنهم مواطنون مغاربة
 الموقف يؤكده  كذلك المؤرخ جرمان عياش الذي ذكر بأن دور محمد الخامس كان لامعا في حماية يهود المغرب وإنقاذهم من أعظم المخاطر التي هددتهم منذ طردهم من الأندلس في القرن 15م وذلك في ظروف صعبة متأتية من المد النازي.
ليقول المغفور له محمد الخامس لسلطات الحماية الفرنسية التي كانت موالية لحكومة فيشي خديمة النازية خلال الحرب العالمية الثانية قولته الشجاعة بفضيلة متسامية قل نظيرها  والتي كتبت في سجل التاريخ  :

«لا أعترف بالقوانين الجديدة المعادية للسامية، وأرفض الانصياع لشيء لا أقبله، وأؤكد أنه مثل العهد السابق، فإن اليهود سيبقون تحت حمايتي، لأنني أرفض أي تفرقة يمكن أن تتم بين أفراد شعبي».

اقرأ أيضاً: