تواصل عمالة مقاطعة الحي الحسني خلال الأشهر الأخيرة خطواتها الحثيثة لتنزيل برامج إعادة التأهيل المجالي ومحاربة السكن العشوائي، في إطار مقاربة شمولية تترجم التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى تمكين المواطنين من سكن لائق يضمن كرامتهم ويحسن ظروف عيشهم.
ويأتي هذا التحرك الفعّال في إطار تنزيل الاتفاقية المتعلقة بتمويل برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بكل من الدار البيضاء، المحمدية، وإقليمي النواصر ومديونة، في إطار البرنامج الوطني الطموح “مدن بدون صفيح”. وقد كثفت السلطات المحلية من جهودها من أجل القضاء على التجمعات السكنية العشوائية، حيث سخرت كافة الإمكانيات اللوجستية والبشرية لإنجاح هذه العملية الاجتماعية.
مقاربة إنسانية وتواصل دائم مع الساكنة
اعتمدت السلطات المحلية مقاربة إنسانية قوامها التواصل المستمر والمباشر مع الساكنة المستهدفة، حيث تم شرح تفاصيل عملية الترحيل وشروط الاستفادة من السكن الجديد، ما ساهم في خلق جو من الثقة والتفاهم، تُوج بهدم ما مجموعه 1085 مسكناً عشوائياً موزعة على 23 دواراً صفيحياً بمقاطعة الحي الحسني، في مرحلة أولى، على أن تليها مرحلة ثانية فور توفير الوحدات السكنية المتبقية.
ولضمان سلاسة الإجراءات، تم إحداث “شباك وحيد” بالقرب من المشروع السكني الجديد، لتقريب الخدمات من المواطنين وتيسير عملية تقديم ملفات الاستفادة. ويضم هذا الشباك ممثلين عن جميع المتدخلين، من سلطات محلية، شركة الدار البيضاء للإسكان، القطاع البنكي، الموثقين وغيرهم.
مشروع “رياض السلام”: سكن لائق وبيئة متكاملة
وفق المعاينات الميدانية، فإن المشروع السكني الجديد “رياض السلام” يتمتع بمواصفات عالية من حيث البنية التحتية والخدمات. حيث يتوفر الحي على مؤسسات تعليمية، مركز صحي، مركز أمني، فضلاً عن شبكة نقل حضري متكاملة تضم الحافلات، خط الباصواي، وسيارات الأجرة، ما يعزز من فرص اندماج الأسر في محيطها الجديد.
وقد عبّرت الأسر المستفيدة عن سعادتها بهذه الخطوة، خاصة وأنها انتقلت إلى فضاء يوفر شروط العيش الكريم دون أن تُرحّل بعيداً عن المجال الترابي الذي اعتادت عليه، مما سيسهم في سرعة تأقلمها.
نموذج يُحتذى به في القضاء على السكن العشوائي
بعد النجاح الكبير الذي عرفه هذا المشروع في شطره الأول، تعتزم السلطات المحلية ومعها باقي الشركاء تسريع وثيرة إنجاز الشطر الثاني وفق الجدول الزمني المحدد. ويأمل القائمون على هذا الورش أن تصبح عمالة مقاطعة الحي الحسني نموذجاً يحتذى به وطنياً في مجال محاربة السكن غير اللائق وتأهيل الفضاءات الحضرية، خاصة في ظل استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية قارية ودولية.







