الرئيسية آراء وأقلام على مسؤوليتي …

على مسؤوليتي …

received 343713926375446.jpeg
كتبه كتب في 8 أكتوبر، 2018 - 2:11 مساءً

جواد حاضي: إعلامي وجمعوي مهتم بالبيئة

الرف القانوني لقطاع الرمال، صار يتوفر على ترسانة قانونية قوية، يمكن أن نتبجح بها في الملتقيات العالمية الخاصة بالبيئة والمناخ. لكن على أرض الواقع لا شيء من كل ما سبق يوجد على أرض الواقع.
ففي مدينة أسفي عاصمة الفخار، أغتصبت البيئة في رمالها، ويمكن أن نقول أن هناك فض للبكرة وهتك للعرض. عندما نسمع أن لجانا شعبية هي التي تسهر على تنظيم القطاع عوض الوزارة الوصية. وقس على ذلك اقليم الجديدة. هذين الاقليمين اختلط الحابل بالنابل، واختلطت رمال شط البحر بأثربة فلاحية. ويسوقونها ب300 درهم للمتر مكعب، عوض 187 درهم التي كان متعارف عليها.
الصمت الرهيب، يجعل عدد من الأسئلة تتسلل إلى الأعماق، وتخلق ضجيجا داخليا، تستوجب الإجابة عنها، من هؤلاء الذي سرقوا ونهبوا رمال السواحل والكثبان؟ ماذا سيكونون في السلم الاجتماعي للبلاد؟ ألسنا سواسية يا عباد الله أمام دستور البلاد.
مقالات تتحدث عن ريع سياسي وامتياز لأناس غير أناس، لكن ليس على طبيعة أبناء الشعب الفقير..
هل تعلمون أن طول الساحل المغربي بواجهتين يبلغ 3500 كلم، بينما الرمال تحتل وسط هذا الرقم الضخم 370 كلم. ورغم العدد القليل فإنها تنهب من طرف مافيا، لا يستطيع أحد مواجهتها. وربما في المستقبل القريب لن نجد حبة رمل على شط البحر.
ليلة أمس توفي الطالب المجاز المكفوف “عبد الغافر صابر” بعدما سقط من سطح وزارة الحقاوي. وقبله بأسابيع لفظت الطالبة حياة روحها وسط أمواج البحر رغبة في مستقبل أفضل. الكل يتحمل المسؤولية لأنه لو استخلصت الملايير الدراهم التي تفوت على خزينة المملكة من طرف سارقي الرمال لكانت هناك تنمية وهناك سوق شغل وكان هناك وكان هناك…
أسفي التي يستخرج منها الالاف الأمتار المكعبة من الرمال، عندما تلج إلى مستشفاها الإقليمي تقول في نفسك هل هذه هي المدينة التي يبيعون شاحنة من رمالها بين 7000 درهم و8000 درهم. وعندما تتجول في شوارع وأزقة المدينة تجد أن عاطلي المدينة يفوقون بكثير عاطلي دولة رواندا الشقيقة.
في العرائش، ابليس لن يتسطيع عمل ما عمله سارقوا الرمال هناك، يستعملون كل وسيلة متاحة من شاحنات ودراجات ثلاثية العجلاث “تريبورتور” و دواب ” لحمير والبغال”شرف الله مسامعكم. الكل يسرق في الرمال الكل يسرق في الدولة ابلكل يسرق في الشعب العاطل الذي لا يجد شبابه عشرة دراهم من أجل كوب قهوة سوداء وسيجارة.
أيها المسؤولين تحركوا لمحاسبة سارقي الرمال مغتصبي البيئة.

مشاركة