بقلم: عبد الكبير الحراب
الرباط – تم تعيين عبد المومن طالب، المدير العام السابق لتنظيم الحياة المدرسية، عاملاً على إقليم اليوسفية، في خطوة تعكس الثقة الملكية في كفاءات قادمة من عمق الإدارة التربوية.
بهدوءه المعهود وصرامته المهنية، يدخل عبد المومن طالب مرحلة جديدة من مساره الحافل، منتقلاً من تدبير ورش التعليم إلى قيادة ورش تنموي بامتياز، في إقليم يزخر بالإمكانات ويواجه في الآن ذاته تحديات تنموية مركبة.
من أكاديمية بني ملال-خنيفرة إلى جهة الدار البيضاء-سطات، ترك عبد المومن طالب بصمته على تدبير قطاع التربية والتكوين، حيث عرف بحزمه في تفعيل المشاريع التربوية الكبرى، وحرصه على ربط المدرسة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، بعيدًا عن الصخب الإعلامي، وقريبًا من نبض المؤسسات والفاعلين.
وقد نال، في مارس 2024، شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدًا في علوم التربية، عن أطروحة تناولت التوجيه المدرسي وفرص إدماج الذكاء الاصطناعي في رسم مسارات التلميذ المغربي. كانت تلك إشارة قوية إلى عمق رؤيته واهتمامه بآفاق الإصلاح لا بجزئياته فقط.
إقليم اليوسفية، بخريطته الاجتماعية والاقتصادية المعقدة، يحتاج إلى رجل يعرف كيف يربط الإدارة بالمواطن، ويُخرج الخطاب التنموي من رفوف التقارير إلى الميدان. هذا ما يجعل من تعيين عبد المومن طالب اختيارًا نوعيًا، يعكس إيمان المؤسسة الملكية بأهمية ضخ دماء جديدة ذات كفاءة وتكوين عالٍ في مفاصل الدولة الترابية.
التحدي اليوم أمام العامل الجديد، لا يكمن فقط في تدبير الملفات اليومية، بل في بناء الثقة من جديد، ووضع أسس عدالة مجالية حقيقية، تجعل من المواطن في اليوسفية فاعلًا في التنمية لا مجرد متفرج عليها.
بعيدًا عن الأضواء، اشتغل عبد المومن طالب لسنوات في صمت. واليوم، حين تَصدَّر المشهد بقرار التعيين الملكي، لم يكن ذلك صدفة. بل تتويجًا لمسار عنوانه: العمل ثم العمل. ويبقى الرهان الآن على محيط إداري محلي ومجتمعي يعزف على نفس نغمة المسؤولية، لأن رجلًا واحدًا لا يصنع التغيير، لكنه قد يكون الشرارة الأولى.