صوت العدالة-عبد السلام اسريفي
في إطار الدينامية التنموية التي تعرفها مختلف أقاليم المملكة، ترأس عامل إقليم الخميسات عبد اللطيف المحلي بقاعة الاجتماعات بعمالة إقليم الخميسات صباح اليوم الثلاثاء لقاءً إقليميًا تشاوريًا موسعًا حول برنامج التنمية الترابية المندمجة، تحت شعار:
“يوم الإنصات، التشاور، والتشخيص من أجل تنمية مندمجة ومستدامة.”
اللقاء، عُدَّ محطة محورية في مسار إعداد رؤية تنموية شاملة ومندمجة للإقليم، حيث عرف مشاركة مكثفة لمختلف الفاعلين: منتخبين (برلمانيين، ورؤساء الجماعات، والأعضاء)، ممثلي المصالح الخارجية، فعاليات المجتمع المدني، أطر إدارية، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية، ما أضفى على الحدث طابعًا تشاركيًا بامتياز.
🔹 ترجمة للتوجيهات الملكية السامية
ويأتي هذا اللقاء في سياق تفعيل مضامين الخطاب الملكي الأخير، الذي دعا إلى إرساء مقاربة جديدة للتنمية الترابية ترتكز على الالتقائية بين البرامج القطاعية، والفعالية في التدبير، وتحقيق العدالة المجالية والاجتماعية بين مختلف ربوع الوطن.
وأكد السيد العامل، في كلمته الافتتاحية، أن الهدف من هذا اليوم التشاوري هو الإنصات لمختلف المكونات المحلية من أجل بلورة تشخيص تشاركي واقعي يعبّر عن حاجيات الساكنة وتطلعاتها. وأضاف أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا عبر إشراك المواطنين والمنتخبين والفاعلين المدنيين في إعداد البرامج والمشاريع التنموية.
🔹 نقاشات غنية وتشخيص واقعي للوضع التنموي
عرف اللقاء تقديم مداخلات نوعية من طرف ممثلي الجماعات والجمعيات المحلية، الذين تناولوا جملة من الإكراهات التنموية التي تواجه الإقليم، خاصة في العالم القروي، من بينها:
ضعف البنيات التحتية الطرقية وشبكات الربط بالماء والكهرباء،
الخصاص في المرافق الصحية والتعليمية،
محدودية فرص الشغل للشباب،
تراجع الأنشطة الاقتصادية المحلية،
والحاجة إلى دعم المبادرات المقاولاتية والاجتماعية.
كما قُدمت مقترحات عملية همّت تشجيع الاستثمار المحلي، وتثمين المؤهلات الطبيعية والسياحية، ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتحسين جاذبية الإقليم كمجال متوازن للتنمية والعيش الكريم.
🔹 تأكيد على الالتقائية والتنسيق المؤسساتي
المنتخبون بدورهم شدّدوا على ضرورة تعزيز التنسيق بين الجماعات الترابية والمصالح الخارجية، مع اعتماد منهجية عمل تضمن انسجام المشاريع وتكاملها على مستوى التخطيط والتنفيذ. وأكدوا أن الرفع من نجاعة التدخلات العمومية يستدعي اعتماد رؤية موحدة ومتكاملة تراعي خصوصيات كل جماعة وتستثمر مؤهلاتها.
🔹 ورشات عمل لصياغة مقترحات عملية
تُوّج اللقاء بتنظيم أربع ورشات موضوعاتية توزّع فيها المشاركون على محاور رئيسية شملت:
- التنمية الاقتصادية وخلق فرص الشغل،
- التنمية الاجتماعية والبشرية،
- البنيات التحتية والخدمات الأساسية،
- التنمية البيئية والثقافية.
وقد أسفرت هذه الورشات عن توصيات دقيقة ومقترحات عملية ستُعتمد لاحقًا في صياغة خارطة طريق شاملة لبرنامج التنمية الترابية المندمجة بإقليم الخميسات، بما يضمن تحويل التصورات إلى مشاريع واقعية ومجدية على أرض الميدان.
🔹 إشادة بالمقاربة التشاركية
وفي ختام أشغال اليوم، عبّر المشاركون عن ارتياحهم لروح الحوار والانفتاح التي طبعت اللقاء، مؤكدين أن هذه المبادرة تُكرّس منهجية جديدة في تدبير الشأن المحلي، قوامها الإنصات والتفاعل والتشخيص الجماعي. كما نوهوا بالمجهودات التي تبذلها السلطات الإقليمية من أجل تعزيز الحكامة التشاركية وإرساء أسس تنمية مستدامة تُسهم في تحسين جودة حياة المواطنين.









