ترأس رشيد بنشيخي، عامل إقليم الحوز، يوم الجمعة 19 يناير 2025، اجتماعاً مهماً بمقر العمالة لدراسة وتفعيل مخطط التخفيف من آثار موجة البرد القارس التي تجتاح بعض مناطق الإقليم. هذا الاجتماع، الذي حضره العديد من المسؤولين المحليين، جاء في إطار التحضير المسبق لمواجهة التحديات المناخية التي تعرفها المنطقة، خصوصاً في المناطق الجبلية والنائية التي تتأثر بشكل خاص بموجات البرد والثلوج.
شهد الاجتماع حضور مجموعة من الفاعلين المحليين، بما في ذلك رؤساء المصالح الخارجية، ممثلي السلطات المحلية، ورؤساء الدوائر والجماعات الترابية. تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية التنسيق بين جميع هذه الجهات لضمان الاستجابة السريعة والفعّالة في المناطق المتضررة. وأوضح عامل الإقليم أن الوضع المناخي الراهن يتطلب اتخاذ تدابير استباقية لضمان سلامة المواطنين والحفاظ على صحتهم.
في معرض حديثه خلال الاجتماع، أكد رشيد بنشيخي أن السلطات الإقليمية خصصت موارد هامة لضمان توفير الدعم الإنساني والإغاثي للمواطنين في المناطق المتأثرة بموجة البرد. وتضمنت الإجراءات العاجلة التي تم التطرق إليها في الاجتماع توزيع مساعدات غذائية وملابس شتوية على الأسر في القرى والمناطق الجبلية. كما تم اتخاذ خطوات لضمان توفير وسائل النقل اللازمة لنقل المرضى أو المحتاجين إلى المرافق الصحية في حال حدوث أي طارئ.
وأوضح عامل الحوز أن المخطط يشمل أيضاً توفير معدات لازمة للمساعدة في فتح الطرق وإزالة الثلوج، وذلك لتسهيل التنقل في المناطق التي تعرف تساقطاً كثيفاً للثلوج. إلى جانب ذلك، شدد على ضرورة توفير الدعم النفسي للسكان الذين يعانون من انعزالهم بسبب الظروف الجوية القاسية
وتطرق الاجتماع أيضاً إلى أهمية التعاون بين مختلف المصالح الأمنية، المحلية، والمجتمعية. تم التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود للتأكد من وصول الإغاثة إلى القرى النائية التي يصعب الوصول إليها بسبب الثلوج، مع توفير فرق التدخل السريع التي يمكنها تقديم الدعم في أي وقت.
كما تركز النقاش حول ضرورة إشراك الجمعيات المحلية والمنظمات غير الحكومية التي لها خبرة في هذا المجال، لتوفير المساعدة اللازمة للمحتاجين بأسرع وقت ممكن
من جانبه، أبرز بنشيخي أن مواجهة موجة البرد ليست مجرد استجابة عابرة، بل هي جزء من إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز قدرة المنطقة على التصدي للتحديات المناخية المستمرة، خاصة في المناطق الجبلية. وأشار إلى أن الاستعدادات تشمل تجهيز مراكز إيواء مؤقتة للمواطنين المتضررين في حالة تدهور الأوضاع، بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية للسكان حول كيفية الوقاية من البرد القارس.
وأكد أن المخطط ليس مقتصراً فقط على توفير المواد الأساسية، بل يشمل كذلك الاستعداد لتقديم الدعم الطبي والإسعافات الأولية في المناطق التي تشهد تساقطاً كثيفاً للثلوج
تأتي هذه المبادرة في وقت حساس حيث تسجل بعض المناطق الجبلية في إقليم الحوز درجات حرارة منخفضة تصل إلى ما دون الصفر، مما يهدد حياة السكان، خاصة في القرى المعزولة. من خلال هذا المخطط، تسعى السلطات المحلية إلى ضمان توفير كافة الوسائل الممكنة للتخفيف من معاناة السكان وضمان سلامتهم، في إطار استراتيجية شاملة لمواجهة موجات البرد التي قد تستمر لفترات طويلة.
إجمالاً، يعد هذا الاجتماع خطوة هامة نحو توفير بيئة أكثر أماناً للسكان المحليين، ويعكس التزام السلطات المحلية بالحفاظ على حياة المواطنين وراحتهم في ظل الظروف المناخية القاسية.
