في عالم الصرف الصحي، حيث تتدفق المياه بسلاسة، يبدو أن قنوات التواصل تعاني من انسداد تام! الأستاذة الجليلة، رئيسة القسم الإقليمي والمسؤولة عن هذا القطاع الحيوي في الشركة الجهوية متعددة الخدمات، اختارت إدارة الأنابيب بعناية، لكنها أغلقت صمام الحوار مع المجتمع المدني، وكأن التواصل معه مجرد “مشروع صرف صحي معلق” ينتظر التمويل والموافقة النهائية!
ورغم أن المجتمع المدني يعمل بروح التطوع، إيمانًا منه بدوره كشريك في تدبير الشأن العام، إلا أن حضوره في حسابات المسؤولة يكاد يكون منعدمًا، وكأنه مجرد تفصيل ثانوي في أجندة مزدحمة بالأولويات. فهل ستدرك يومًا أن دورها لا يقتصر على تصريف المياه، بل يشمل أيضًا بناء جسور الثقة مع الشركاء؟ أم أن “الصرف الصحي” سيبقى أكثر أهمية من “صرف الوقت” في الاستماع إلى صوت المجتمع؟
أسئلة عالقة في المجاري:
• هل تشتغل وفق أجندات سياسية خفية تجعل المجتمع المدني خارج حساباتها؟
• لماذا لا تؤخذ بلاغات المجتمع المدني بالجدية المطلوبة، رغم أنها تأتي قبل وقوع الكارثة؟
• هل ننتظر حتى تتكرر مأساة غرق طفلة في مجاري الصرف الصحي، أم حتى تنهار التربة في مكان ما، ثم تخرجين إلينا بتصريح إعلامي متأخر؟
• لماذا لم تأخذي حدوى ومعاملة وتواصل المدير الإقليمي للحي الحسني وعين الشق في الشركة الجهوية متعددة الخدمات بجهة الدار البيضاء سطات قدوة، وهو الذي يُعرف بانفتاحه على المجتمع المدني وتواصله المستمر مع الساكنة؟ أليس هذا دليلًا على أن المشكلة ليست في المنصب، بل في طريقة التدبير؟
الخلاصة:
عندما تكون الأنابيب سالكة والمهمة ضائعة، يبقى المجتمع المدني عالقًا في قائمة الانتظار!
يُقال إن الفرق بين فوهات المجاري ومكاتب المسؤولين هو أن الأولى مفتوحة للجميع لكنها خطرة، بينما الثانية مغلقة للجميع لكنها أكثر خطرًا! لكن في الواقع، هناك قاسم مشترك بينهما: كلاهما يؤدي وظيفة حيوية، وإذا لم تتم صيانتهما بانتظام، فقد يتسببان في كوارث!