في مشهد يُجسد أسمى معاني التفاني والإخلاص في العمل، رفض السيد رفيق بنهيتة، مدير ملعب الحارثي بمراكش، الخضوع للراحة رغم تعرضه مؤخرًا لحادث مؤلم أدى إلى كسر في كتفه الأيمن، مُفضلًا مواصلة الإشراف بنفسه على أدق تفاصيل جاهزية الملعب استعدادًا للمقابلة المرتقبة بين الكوكب المراكشي ونهضة بركان.
وكان السيد بنهيتة قد تعرض للحادث أثناء جولة تفقدية لمراقبة الأشغال داخل الملعب، حيث سقط في مصرف مخصص لخيوط كهربائية، مما استدعى نقله بشكل عاجل إلى إحدى المصحات الخاصة بمراكش، حيث خضع للفحوصات وتأكدت إصابته بكسر في الكتف استلزم وضع جبيرة وفترة راحة تامة.
لكن رغم نصائح الأطباء وزملائه، أبى السيد رفيق إلا أن يعود سريعًا إلى موقعه، رافضًا المكوث في البيت، ليُشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة: من فحص الإضاءة، إلى التأكد من سلامة مداخل ومخارج الملعب، وضمان سير الاستعدادات بسلاسة قبل ساعات فقط من انطلاق اللقاء الحاسم الذي يجمع الكوكب المراكشي ونهضة بركان، وسط ترقب جماهيري كبير.
وليس غريبًا على السيد رفيق هذا السلوك، إذ يشهد له الجميع داخل الأسرة الرياضية المحلية بدماثة الأخلاق، وطيب القلب، وروح التواصل الدائم مع اللاعبين والطاقم الفني والجماهير، فضلًا عن حرصه المستمر على تحسين البنية التحتية للملعب والنهوض بالمرافق الرياضية خدمةً لمدينة مراكش.
وسط هذه الظروف، عبّرت جماهير مراكش وأسرة الرياضة عن تضامنها الكبير مع السيد بنهيتة، متمنية له الشفاء العاجل، ومقدّرةً عالياً هذا الإصرار الذي يُبرهن على روح المسؤولية الفائقة التي يتحلى بها، خصوصًا في ظرف حساس قبيل واحدة من أبرز مواجهات الموسم.
