الرئيسية آراء وأقلام ظهر الحق وزهق الباطل :اخرجوا من”رونضتكم” أيها المطبعون مع محتكري ألسنتكم وأقلامكم

ظهر الحق وزهق الباطل :اخرجوا من”رونضتكم” أيها المطبعون مع محتكري ألسنتكم وأقلامكم

1524707244.png
كتبه كتب في 26 أبريل، 2018 - 8:12 مساءً

 

 

عبد اللطيف سيفيا

 

لقد أثار فضولي تضارب الأفكار بين المقاطعين للسلع المتعنتة  والضاربة في جيوب المواطنين “المقسحين” وليس غيرهم ، وبين الرافضين الذين لست أدري على أية أسس يبنون موقفهم هذا ، كما أن هؤلاء يتهمون المنادين بالمقاطعة بانهم جيوش مجيشة مدفوعة من طرف جهات معينة تستغل الفرصة التي يتواجد فيها المغرب بين عدة جبهات معادية تحاول إسقاطه في الفتنة …

فعن أي فتنة يتكلمون ؟ واخرجوا من” رونضتكم”  لتعترفوا بمن دفع لكم ثمن ألسنتكم وأقلامكم و…من عرق جبين الفقراء من المواطنين الذين كدوا وجاهدوا ليل نهار ليوفروا ثمن الأكل والسكن غير اللائق والدواء وأشياء أخرى إن تبد لكم تسؤكم .

عباد الله  ، لا ترموا المحصنين بجهالتكم ، إذ يريدون إلا حقا نزعته عصابات متمرسة ومتكالبة من بين ظهراني الشعب المغربي المسكين بلا رحمة أو شفقة ، هذا الشعب الذي التزم الصبر وفضل المعاناة في صمت مخافة أن تكون مطالبته المشروعة بحقوقه أمرا يسيء لبلده ووطنه الذي أحبه وجعل مستقره في فؤاده ، وآثر تعريض نفسه إلى التهلكة في سبيل ألا يمس وطنه بأي أذى .

فكلنا مواطنون حتى النخاع ، ولا نبخس وطنية أحد قل شأنه أو كبر ، وكلنا فداء للوطن وقائده الذي يسعى دائما إلى توفير الحماية لشعبه والأمن والسلام وضمان العيش الكريم سائرا به نحو الرفاهية والازدهار.

فكلنا على قلب واحد فيما يخص العديد من الملفات المصيرية التي نتعاهد جميعا على الدفاع عنها بالغالي والنفيس وإن اقتدى الحال بأرواحنا التي لن نبخل بها عن وطننا الحبيب وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية التي قال عنها صاحب الجلالة نصره الله وأيده قولته الشهيرة التي زعزعت كيان لأعداء  والتي قال فيها ” الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه ” وملفات أخرى كثيرة ومتنوعة لا تقل قيمتها عن بعضها البعض وإنما نضعها وساما على صدورنا ونفتخر بها ونعتز.

لهذا فكونوا عاقلين أيها المطبعون مع الفساد الذي أتى على كل شيء كما تأتي النار على اليابس والأخضر ، وكفاكم من النفخ في الكير ،وأسوق إليكم حديثا نبويا يقربكم من وضعيتين تختلفان تمام الاختلاف من حيث المحاسن والمساوئ ، ولكم أن تأخذوا العبرة و تختاروا على أي وضعية منهما  تكونون، بحيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لم ينطق عن الهوى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : (مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ: إمَّا أن يُحذِيَكَ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحًا طيِّبةً، ونافخُ الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ، وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً).

فإن جالست أحدا وتجاذبت معه أطراف الحديث أو تواصلت معه ، فلتكن كحامل المسك ، طيب الريح ، تفوح منك الروائح الزكية التي يستقبلها الناس بكل ارتياح وترحاب ، وكن بلسما يضمد الجراح صدرا رحبا يستند إليه الحيران ومنارة تنير الطريق للتائه ورحيما بالآخر الذي اشتد به الضيق والألم ،  تجد من الرحمان الرحيم جزاء يغنيك  محموده عن لعق الأحذية الوسخة والملوثة التي لن تسمنك أو تغنيك من جوع الدنيا والآخرة.

فراجعوا حسابكم أيها  المتطبعون ولا تسقطوا الفواصل الجبرية وما بعدها ،بل وأحيانا كثيرة ما تقدمها أيضا ،عن جهات معينة تقتني ضمائركم بأبخس ثمن ، وتحاسبوا أخرى بأعداد صحيحة ليس لهم فيها ذنب إلا لأنهم تحت عتبة الفقر الذي لم يرض بانتمائهم إليه .

فمن يستحق المقاطعة الفساد المستشري والغنى الفاحش الذي تسعى لوبيات الاقتصاد توسيع دائرته في جميع البلاد لقطع أرزاق العباد وإثقال كاهلهم بما لا يطاق ، أم الحق الذي سطره دستور المملكة وضمنت تفعيله العديد من سلطات الدولة وعلى رأسها  ملك البلاد صاحب الجلالة الذي نادى في جل خطبه السامية بتحقيق العدالة الاجتماعية والسير على خطى مشاريع التنمية البشرية  خدمة للبلاد والعباد…؟؟؟ الله يلعن اللي ما يحشم.

فها هي حملة المقاطعة التي حمل لواءها المواطن البسيط وساهم معه أخوه ممن يسر الله له الظروف في الحياة ، قد أتت أكلها وجاء حصادها وافرا لدرجة لم تكن تتصور ، بحيث اعترفت العديد من المؤسسات المنتجة  بظلمها وتعسفها على القوى الشرائية للمواطن البسيط والفقير و…لتعيد النظر في حساب أسعار منتوجاتها والمسارعة إلى عقد مصالحة مع المواطن بالنزول إلى الشوارع لتوزيع بعض المنتوجات عليهم بالمجان ابتغاء مرضاتهم ومرضاة الشارع الذي وضعها أمام الأمر لواقع عن طريق اختيار حضاري وسلمي يعبر عن غضب المواطنين ألا وهو ‘المقاطعة’ بعد أن أحسوا بالظلم الكبير رغم الاحتجاجات الكثيرة والمتكررة التي أقدموا عليها بدون إيجاد آذان صاغية تستوعب غضبهم عن حرمانهم من حقوقهم  المشروعة ومحاولة إيجاد حل جدي وجذري لها ، ليتنفسوا الصعداء ويعيشوا في سلم اجتماعي أكد على الدستور المغربي تحت الرعاية السامية لملك البلاد

مشاركة