ظاهرة الانتحار باقليم الخميسات…هل هناك أسباب محددة.

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – عبد السلام لسريفي

أقدم أمس الأربعاء 26 فبراير 2020 ستيني بتيفلت بوضع حد لحياته بشربه لمادة سامة،كما قام شاب يبلغ من العمر 17 سنة على بشنق نفسه بالخميسات،في ظروف لا يعلمها الا الخالق.

ظاهرة الانتخار هاته،باتت تقلق فعلا المهتمين بإقليم الخميسات،خاصة وأن أسبابها ودوافعها مجهولة،وللأسف تشمل كل الفئات العمرية،وكل الأحياء وفئات المجتمع،ما يجعل دراستها ومحاصرتها أمر في غاية الصعوبة.

فغالبا ما تصاحب عمليات الانتحار ظروف اجتماعية صعبة أو أمراض نفسية مستعصية،لكن،في غالب الأمر تتداخل الأسباب والدوافع خاصة في مدن صغيرة كتيفلت والخميسات،حيث يصعب الحديث عن صعوبة الحياة،بسبب تواضع المستوى المعيشي للساكنة وتواضع المتطلبات أيضا.

البروفيسور الموساوي،يعتبر أن 10 بالمائة من الناس المرضى بالانفصام يموتون منتحرين، فيما يموت منتحرا أيضا 15 بالمائة من الناس المرضى بالاضطراب ذو القطبين، بينما يظل الاكتئاب، المرضَ الذي يؤدي إلى الانتحار أكثر من غيره.

ويضيف في السياق ذاته،هؤلاء الأشخاص، المرضى بالاكتئاب، تكون لديهم أفكار انتحارية تتطور أحيانا إلى تخطيط فعلي، ثم محاولات انتحار، ينجح البعض منها فتؤدي إلى الموت فعلا”.

وبالرجوع الى حالتا أمس الأربعاء بتيفلت والخميسات،فالضحية الأول رجل ستيني،عرف باستقراره وهدوءه،ما يجعل فرضية المرض النفسي مستبعدة،أيضا ظروفه الاجتماعية مقبولة،ما يبعد أيضا فرضية الصعوبات الاقتصادية،ليبقى الباب مفتوحا أمام احتمالات أخرى تدخل في تركيبة الشخص المنتحر وفي محيطه الاجتماعي.

والضحية الثانية،شاب في مقتبل العمري،يدرس في الثانية ثانوي،رياضي،اجتماعي،ما يجعل الفرضيات هنا تتضارب خاصة النفسية والاجتماعية،وبالتالي تبقى كل الاحتمالات واردة،خاصة وأن الظروف المحيطة توحي على الاستقرار.

الوضع خطير للغاية،والوتيرة في تصاعد،والأسباب مختلفة،لكن النتائج واحدة،تساهم بدورها في تفشي الظاهرة وانتشار آثارها،ما جعل المهتمون يطالبون بالتركيز على محاربة الأسباب الدافعة للانتحار،وزرع قيم جميلة داخل المدرسة المغربية،والشارع المغربي،وحتى داخل الأسرة الواحدة،مع مساهمة المجتمع المدني في نشر وعي داخل الشارع والمدرسة ،و العمل على التقليص من هذه الظاهرة، من خلال قيام الأسرة بدورها في التربية والتنشئة والاحتضان.

لذلك،نقول،أن ليست هناك أسباب محددة،ولا يمكن ربط هذا السبب بذاك،بل هناك تضارب واختلاف،رغم أن النتيجة واحدة والمجال واحد،الأمر الذي يوجب القيام بأبحاث ميدانية حول أسباب الانتحار باقليم الخميسات،مع مراعاة خصوصية الاقليم المجالية ،الاقتصادية والاجتماعية.

وفي الأخير نقول ما قاله العالم النفسي جواد المبروكي،أن الانسان الذي يلجأ للانتحار هو مريض وقد وصل عذابه الداخلي إلى درجة قصوى حيث يرى أن الانتحار هو الحل الوحيد ليوقف هذا الألم النفسي.

اقرأ أيضاً: