يستعد طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة لخوض مرحلة جديدة من التصعيد النضالي، احتجاجا على ما يعتبرونه “إهمالا وتجاهلا ممنهجا” لمطالبهم من طرف إدارة المستشفى الجامعي. هذه الخطوة تأتي بعد أشهر من الاحتقان داخل أروقة الكلية والمستشفى، بسبب ما يصفه الطلبة بظروف عمل وتدريب “غير إنسانية”.
بحسب بيان صادر عن مجلس طلبة الطب والصيدلة، فإن الإدارة لم تتفاعل منذ ما يقارب السنة مع مراسلات رسمية تهدف إلى مناقشة الوضعية القانونية للطبيب الخارجي، وضرورة تمكين الطلبة من فضاءات أساسية لممارسة مهامهم، من بينها خزانات وغرف لتبديل الملابس، إضافة إلى السماح لهم باستعمال المرافق الصحية داخل المستشفى أسوة بباقي العاملين.
البيان، الذي حمل عنوانا دالا: “الطبيب الذي يسهر على صحة الوطن… يبحث عن خزانة تحفظ كرامته”, وصف الوضع الحالي بـ”المهين”، معتبرا أن الطلبة يتحملون مسؤوليات مهنية يومية دون أن تحترم أبسط حقوقهم داخل المؤسسة الصحية.
الاحتقان الطلابي ازداد حدة بعد حادثة سرقة تعرض لها عدد من الطلبة داخل المستشفى صباح الثلاثاء الماضي أثناء تداريبهم. وتشير المعطيات إلى أن المسروقات شملت مبالغ مالية قدرت بحوالي 1900 درهم ومتعلقات شخصية أخرى، في وقت غابت فيه إجراءات الأمن والمراقبة.
واعتبر المجلس أن الحادثة تمثل “انعكاسا للفوضى وسوء التنظيم” داخل المستشفى، محملا الإدارة كامل المسؤولية عن غياب بيئة آمنة تضمن كرامة الطلبة وسلامتهم أثناء التدريب.
في لهجة احتجاجية حادة، أكد مجلس الطلبة أن “كرامة الطبيب الطالب خط أحمر”، مشيرا إلى أن “الوطن الذي ينتظر تخرج أطبائه للنهوض بمنظومته الصحية، يجهل أنهم محرومون حتى من أبسط الحقوق داخل فضاء تكوينهم”.
كما شدد البيان على أن المطالب المرفوعة لا تعد كماليات، بل حقوقا أساسية لضمان تكوين طبي سليم ومحترم، داعيا إدارة المستشفى إلى فتح حوار جاد ومسؤول من أجل إيجاد حلول عاجلة تحفظ كرامة الطلبة وتحسن ظروف تكوينهم.
وفي ختام البيان، أعلن مجلس الطلبة استعداده لخوض جميع الأشكال النضالية المشروعة، إلى حين الاستجابة لمطالبه، مؤكدا في الوقت نفسه انفتاحه على الحوار شريطة أن يكون “فعليا ومثمرا”، بعيدا عن سياسة التسويف والمماطلة.

