الرئيسية آراء وأقلام ضحايا الأمومة

ضحايا الأمومة

IMG 20220403 WA0050 2
كتبه كتب في 17 أبريل، 2022 - 9:53 مساءً

بقلم:سناء حاكمي

“ولد عيشة” “ولد يامنة” ولد فاطمة” ،و اسماء امهات عدة يصف بها المجتمع أبناء فاشلين، او أبناء سبق لهم أن سجنوا، او حتى هاؤلاء الذين نشاهد امهاتهم يخرجن بتصريحات يبررن من خلالها أن أبنائهن ذو اصول طيبة و يتمتعن باخلاق عالية، “ولدي مربي”و “ولدي كايستخر للجيران” و “ولدي الله يعمرها دار” …
هذه الصورة تتكرر كل مرة بين الحين و الاخر ، و كلنا نتسأل أين هو الاب؟؟ اين اباء هاؤلاء؟؟.
سأحاول من خلال هذا المقال تفكيك هذا السلوك ، و الوصول الى اصله.
يعتبر مجتمعنا من المجتمعات الابوية، التي تعامل المراة (الأم) من منطلق السلطة و الهيمنة، و تفرض عليها ان تكون مَجبورة على الامتثال و الحنو لشروط هذا المجتمع ،و من بين هذه الشروط ان تتبع خطوات و المسار الذي رسمه و وضعه و ورثة ذكور المجتمع، بداية بنسب الابن لأبيه و تربيته حسب رغبة أبيه و اجداده و اعمامه و معايير المجتمع الابوي عامة.
و بهذا تجد المراة (ألأم) نفسها رهينة شروط و اختيارات لم تُخير و لم تُسأل عنها ، و انما مجرد حارسة معبد، تنفذ أوامر كهنته.
فبرغم من أن الأبوة و الأمومة مسؤولية مشتركة،لكن في كل مرة يخطئ فيها الطفل يقع اللوم الامن اول مرة على الأم فقط، و في المقابل عندنا يحقق الابن انجازا ما، تتم الاشادة به لأبيه ، و يضرب على كتفيه و يتفاخر انه ابن ابيه.و ليس الاب فقط بل جل المجتمع يحسب فلاح الابناء لابائهم، و فشلهم لامهاتهم.
و لهذا نجد الامهات دائما يحاولن تبرير اخطاء ابنائهم ، و يحاولن بكل جهودهن ان يغطين عن افعالهم المشينة، حتى لا يلومهم المجتمع على سوء تربيتهم.
اما اذا كانت فتاة فالويل ويلين، اما تطرد الام و ابنتها خارج منزل العائلة او خارج القبيلة(الدوار) او تهجر المدينة كاملة، لان شرف العائلة دنس بخطيئة البنت، و امها هي المسؤولة الوحيدة، و كأن الاب لا يتحمل اي مسؤولية اتجاه ما حصل.
ابناؤنا الفاشلين او بالاحرى افضل ان نسميهم الذين لم نوفق في تربيتهم، نحن المسؤولون بالدرجة الاولى عن هذا الفشل او النجاح.
و بالرجوع لاول المقال ف”عايشة” و ” بامنة” و ” فاطمة” لسنا المسؤولات الوحيدات عن نماذج الشباب الفشلة و لا المسؤولات عن خريجي السجون، بل هن ضحايا مجتمع و فكر جعلهن مجرد حارسات لا يفكرن و لا يخططن لمستقبل ابنائهن خارج الصندوق المتفق عليه، و لم نسألهن عن رأيهن في تحمل المسؤولية لوحدهن، بل فرضت عليهن بشروط الفكر الابوي.
اذن فلنكف عن رمي التهم على الضحايا ، و لنعد التفكير في منهجية اجتماعية حديثة و واقعية ، حتى نستطيع النفاد بمجتمعنا و بنسائنا و شبابنا الى بر الامان.

مشاركة