يعيش مستشفى محمد السادس بمدينة مراكش، الذي يحمل اسم جلالة الملك، حالة من التدهور غير المسبوق في خدماته الصحية، وسط اكتظاظ مهول ونقص حاد في الأطر الطبية والتمريضية، في مشهد يومي يعكس أزمة صحية حقيقية تعيشها الجهة.
طاقم جريدة صوت العدالة حصل على صور حصرية توثق الوضع الكارثي داخل المستشفى، حيث يظهر مرضى يفترشون الأرض في الممرات، من مختلف الأعمار والفئات، ينتظرون لساعات طويلة – بل لأيام أحياناً – من أجل تلقي العلاج أو حتى مجرد استشارة طبية، في غياب شبه تام للموارد البشرية والتجهيزات الضرورية.
يرجع هذا الاكتظاظ المتزايد إلى تدفق المرضى من مختلف أقاليم جهة مراكش-آسفي، خاصة من المناطق الجبلية النائية كجبال الأطلس، حيث لا وجود لمراكز صحية قادرة على تلبية حاجيات الساكنة، ما يجعل مستشفى محمد السادس الملاذ الوحيد للآلاف.
وما يزيد من تفاقم الأزمة، تعطل عدد كبير من الأجهزة الطبية داخل المستشفى، مما يضطر المرضى لأخذ مواعيد بعيدة قد تمتد لأسابيع أو شهور، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة بعض الحالات المستعجلة.
في المقابل، يشكو المواطنون من تدخلات عناصر الأمن الخاص، الذين لا يتوانون في قمع المرضى ومرافقيهم، بدل تسهيل مهامهم أو احترام كرامتهم، مما يخلق جواً من التوتر الدائم داخل المؤسسة الصحية.
أمام هذا المشهد الصادم، تتساءل ساكنة الجهة: أين وزير الصحة من كل هذا؟ ولماذا لا تتم برمجة زيارات تفقدية مفاجئة من طرفه أو من لجنة جادة تمثل الوزارة؟ وهل من المقبول أن تستمر هذه الفوضى في مؤسسة تحمل اسم ملك البلاد؟
جريدة صوت العدالة تضع هذه المعطيات والصور بين يدي الجهات الوصية، وتدعو إلى تدخل عاجل وحاسم من طرف وزارة الصحة، قصد تصحيح المسار، توفير الأطر والتجهيزات، ومحاسبة كل من تسبب في هذا التدهور الذي يهدد حياة المواطنين ويمسّ بكرامتهم.



