صوت العدالة – عبد السلام اسريفي
تعرف مدينة الدار البيضاء الكبرى انتشار النفايات بشكل مقزز في كل الأحياء وحتى الشوارع الكبرى للعاصمة.خاصة بعد مناسبة عيد الأضحى،حيث تنتشر الجلود في كل مكان،وتكتسح الأوساخ الفضاءات الخضراء،وتتحول البيئة الى فضاء للتخلص من بقايا خروف العيد.
وكانت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة ،قد أشارت الى الموضوع،وأكدت على ضرورة الاهتمام بالنظافة بشكل يجعل من مدينة الدار البيضاء عاصمة نظيفة بكل المقاييس،أكثر الجمعيات العاملة والنشيطة وطنيا في مجال البيئة،نجد الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين و الحفاظ على البيئة و الموروث الحضاري بالمغرب التي يترأسها الأستاذ عبد الحق نفزاوي،فاهتمامها الكبير بمجال البيئة وطنيا جعلها تحظى بعناية خاصة عند المغاربة ،خاصة وأن لها رصيد مهم من المبادرات في هذا الباب.
جربدة صوت العدالة،وحتى نقرب قراؤنا بالعاصمة الاقتصادية بالموضوع،اتصلنا بالأستاذ عبد الحق نفزاوي رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين و الحفاظ على البيئة و الموروث الحضاري بالمغرب وسألناه عن قطاع النظافة بالدار البيضاء وعن الأسباب التي تقف وراء ضعف هذه الخدمة،فكان رده كالتالي” فعلا لوحظ في الآونة الأخيرة ظاهرة تفشي و تكاثر النفايات بجميع انواعها مند تفويت هذا القطاع للخواص و المواطنون يعانون من التجارب التي مورست عليهم، و لم تعد لهم الرغبة في تحمل تجارب أخرى . و مجلس المدينة لم يفلح و لم يستطع تخطي الصعاب و أسند مهمة التدبير الى شركة الدار البيضاء للخدمات التي لم تستطع حتى هي بدورها تدبير هذا القطاع الحيوي رغم تغير الشركات و رغم الدراسات الانفرادية التي أشرف عليها أناس ليسوا من ذوي الاختصاص،وليس لهم دراية بكيفية جمع النفايات بالطرق المتعارف عليها وبوسائل حديثة “.
وأضاف في السياق ذاته ” نقول نحن في الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين و الحفاظ على البيئة و الموروث الحضاري بالمغرب أن الجماعات سابقا كانت تشتغل أحسن بكتير في هذا المرفق رغم قلة الوسائل والامكانيات ،بل حققت نجاحا كبيرا . اما الان هناك أموال طائلة تصرف لشركة الدار البيضاء للخدمات و الحالة في تردي مستمر ،فيما تبقى الخدمة ضعيفة وجد سيئة ، و لا رقيب و لا حسيب رغم ان هناك حق و قانون و مسؤولون ،من واجبهم الاهتمام بهذه الخدمة ،بل هي من أولويات التدبير والتسيير الجماعي “.
وحول خدمات الشركة القابضة يوم عيد الأضحى،قال نفزاوي ” الخدمة يوم عيد الأضحى لم تكن في المستوى المطلوب حيث اقتصرت رحلة الشركة على مناطق بعينيها ،فيما تم التخلي عن مناطق أخرى وبأماكن حساسة جدا،شكلت بعد هذا نقطا سوداء،تقتل البيئة وتتسبب في الأمراض وانتشار الأوبئة،وليس بالأكياس البلاستيكية يمكن أن نقضي على النفايات،هذا المجال هو أيضا حرفة وله أناسه تم التخلي عنهم للأسف الشديد”.
و في ختام حديثه الهاتفي وجه نفزواي رسالة الى كل الغيورين من مجتمع مدني ومهتمين ” كما لا يفوتني أن أخبر اخواني الجمعويين وأطلب منهم أن يتجندوا لهذه الآفة البيئة والوقوف عند كل الخروقات و الاختلالات،لنقلها الى الجهات المسؤولة التي يبقى من مسؤوليتنا الضغط عليها حتى تقوم بواجباتها حيال هذا الأمر، ولنا تصور خاص لتدبير هذا القطاع على المستوى الوطني،يكفي اشراكنا خلال مناقشة مسألة النظافة والمحافظة على البيئة قبل المصادقة عليها داخل المجالس المنتخبة “.