المغاربة هم أكثر شعوب العالم ارتكابا للجرائم في أوربا، ابتداء من أعمال السرقة والاعتداءات الجسدية إلى جرائم الإرهاب. هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة قام بها فريق من الصحافيين من مختلف مناطق العالم التابعين لمؤسسة ” Journalism Fund ” التي تهتم كثيرا بصحافة التحقيق.
التحقيق الذي شمل مختلف السجون في 25 بلدا أوربيا، يكشف لأول مرة أن عدد المغاربة المعتقلين في أوربا يصل إلى 11706 سجينا، من بينهم نساء، متبوعين بالرومانيين بـ11511 سجينا، والألبان بـ5722 سجينا، والأتراك بـ4798 سجينان والبولونيين بـ4449 سجينا، وليتوانيا بـ1944 سجينا وبلغاريا بـ1920، وإيطاليا بـ1573، في المقابل تذيل القائمة السلوفاكيون بـ128 سجينا والنمساويون بـ171 سجينا واستونيون بـ255 سجينا.
التحقيق خصص فقرة بأكملها للمغرب يكشف فيها دون أن يقدم أي رقم محدد ان “المغاربة يتصدرون لائحة السجناء في إيطاليا ما بين يونيو 2015 ويونيو 2016ن كما هو الحال في كل أوروبا”. مضيفا ان الاعتقالات الأن مركزة على المغاربة، خاصة المتورطين منهم في قضايا الإرهاب.
كما أشار أيضا إلى أنه على غرار إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا تسجل ألمانيا ارتفاعا ملحوظا في عدد السجناء المغاربة. وقدم كذلك بروفايلات عن السجناء المغاربة واصفا إياهم قائلا:”أغلبهم رجال من الطبقات الشعبية السفلى والباحثين عن حياة أفضل بأوربا”، وان “الكثير منهم بدون روابط عائلية”، إلى جانب ضعف فرص التحاقهم بعالم الشغل، مما يجعل الأقرب للارتماء في أحضان الجريمة والانحراف. ويسجل التحقيق ان المغاربة “يحرمون من بطاقة الإقامة، كما لا يمنح لهم اللجوء”.
كريستيان والبورغ، طبيب في علم الجريمة بجامعة ستفاليا فيلهلم في مونستر بألمانيا، أن “أكبر المهاجرين المتورطين في أعمال السرقة في ألمانيا هم المغاربة”، مضيفا “عددهم ارتفع في السنوات الأخيرة، إذ يتعلق أفراد استثنائيين لا آفاق لهم، كما أن الاندماج عنا يكلفهم الكثير”.
مصادر أخرى أرجعت العدد الكبير للمعتقلين المغاربة لأسباب اجتماعية وثقافية ودينية، إذ أغلبهم متورط في قضايا إجرامية مثل تهريب المخدرات والسرقة، علاوة على العنف الأسري، وبدرجة أقل المحكومين بتهم لها علاقة بالإرهاب.
وتعتبر إسبانيا أكبر سجان للمغارب، إذ انتقل العدد من 4719 سجينا سنة 2012 إلى 5257 سجينا سنة 2014، علما أن الرقم بلغ سنة 2013 حوالي 5773 سجينا مغربيا، بفارق كبير عن سجناء من رومانيا (2170 سجين) وكولومبيا (2001) سجين. أكثر من ذلك فإحصائيات صدرت حديثا عن وزارة الداخلية الإسبانية تفيد بأن المغاربة يمثلون 10 في المائة من مجموع القابعين في السجون الإسبانية، كما يشكلون 25 في المائة المعتقلين الأجانب.