صوت العدالة- متابعة
يعاني ساكنة زنقة الشاوية بوسط مدينة الدار البيضاء كل ليلة، ومنذ أيام، من الضجيج والفوضى المنبعثين طيلة الليل من داخل مطعم يسمى “Vertigo”، دون مراعاة لحق الساكنة في الهدوء. حيث بالغ صاحب المطعم غير المؤهل قانونيا للتسيير ، في التشجيع على الصخب، وذلك بتلبية نزوات أصدقائه في الرقص على موسيقى وأغاني صاخبة، يصل صخبها إلى كل الغرف بالبيوت والعمارات المجاورة للمكان، مما أدى إلى تذمر السكان، واحتجاجهم على ما يحدث، دون أن يكون في النهاية لاحتجاجهم صدى، ودون ان يجد مسيرو المطعم أي رادع.
لكن ما عاشته بالضبط هذه الساكنة يومي الجمعة والسبت الماضيين، يبقى الجحيم الذي أنفذ صبرهم، حيث أخرجت الموسيقى الصاخبة المنبعثة من المطعم كل الساكنين بالجوار محتجين، حتى أن مسؤول أحد الفنادق المقابلة للمطعم خرج بدوره ليحتج. فأصر الجميع على وضع حد لهذا الاستهتار.
وفعلا، من الساعة التاسعة والنصف من ليل الجمعة حتى حدود منتصف الليل، تم الاتصال بولاية الأمن من أجل التبليغ عن الفعل، وبلغ مجموع الاتصالات 31 اتصالا بقاعة المواصلات ومكالمتين على الرقم 19، وتم الرد على هاته المكالمات 4 مرات من أصل 31 اتصالا. و في كل مرة من المرات الأربع كان يتم طمأنة المتصل بأن الشرطة في الطريق لإجراء معاينة، ولم تأت أية دورية، ولم يصل أي شرطي.
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، هي مرور اثنين من الدراجين صدفة، وتقدم أحد سكان الزنقة من المشتكين مقدما نفسه بكونه هو المتصل نيابة عن السكان بولاية الأمن حول الضجيج، ليعرب الشرطي الدراجي عن استغرابه بكونه لا علم له بأية شكاية جيران ولا بأي اتصال، ولم يتم إرساله من طرف ولاية الأمن، بل إن مروره هو مرور روتيني. ليقترح الدراجي تقديم شكاية موقعة من الجيران يوم الاثنين باعتبارها أحسن طريقة. وبعدما طلب الساكن من الدراجي بإصرار التدخل الفوري لوقف الفوضى التي كان يعاينها، يتفاجأ بالدراجي يطلب منه بطاقته الوطنية ويقوم بتنقيطه عبر الجهاز اللاسلكي. وحين تأكد أن الذي أمامه غير مبحوث عنه، مده ببطاقته الوطنية و قام بإرسال إرسالية عبر جهاز اللاسلكي عن احتجاج الساكنة بالفوضى التي يحدثها مطعم. وقبل أن يغادر المكان اخبر المحتجين بأن فرقة الاستعلامات العامة في طريقها إلى عين المكان.
طال الانتظار ولم يحضر أحد. وكأن مسيري المطعم بسبب هذه اللامبالاة قاموا بالانتقام من المشتكين، فعمدوا إلى الرفع من صخب الموسيقى إلى أقصى درجاتها، وكأن لسان حالهم يقول: ما عندكم ما تصورو.
فتكرر المشهد يوم السبت، نفس الاستهتار ونفس الشكوى، ولكن لم يكن هناك أي اتصال بولاية الأمن. وكأن ما حدث يوم أمس الجمعة أبلغ رسالة واضحة إلى السكان المحتجين. لذلك قرروا رفع شكاية مفتوحة إلى السيد المدير العام للأمن الوطني تطالبه فيها بالتدخل شخصيا لفتح تحقيق حول المكالمات التي أجريت يومه الجمعة، ومعرفة لماذا لم يتم التجاوب مع شكايات الساكنة، وما السبب الذي منع حضور رجال الشرطة لعين المكان.
ساكنة زنقة الشاوية بمدينة الدار البيضاء يطالبون السيد المدير العام بإعطاء اوامره للتحقيق في شكاواهم من هذا المطعم ، ليس فقط في موضوع صخب الموسيقى، بل معرفة من اين يستمد هذا المطعم القوة والحماية، خاصة وهو مطعم معروف بأنه يعج بالقاصرين والقاصرات، وكاميرات المراقبة شاهدة على ذلك.
مطعم لا يفتح أبوابه الا عند الساعة السابعة زوالا، مطعم يجلب الزبناء معهم وجباتهم من المطاعم للوجبات الخفيفة المحيطة بالمطعم، مطعم لا يحترم شروط النظافة، حتى أن الجرذان أصبحت ترى بالعين المجردة و هي تخرج من المطعم، مطعم فيه كل الخروقات القانونية… كيف يستمر بهذا الحال؟
ساكنة زنقة الشاوية يناشدون السيد المدير العام للأمن الوطني بالتدخل قبل أن تقع أية كارثة لا قدر الله.

