الرئيسية آراء وأقلام شتاء وفقراء في البيضاء

شتاء وفقراء في البيضاء

images7 2.jpg
كتبه كتب في 15 ديسمبر، 2017 - 10:29 مساءً

شتاء وفقراء في البيضاء…

صوت العدالة – فاطمة فطر
أصبحت تلوح في الأفق ظاهرة التشرد ،في مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء، حيث باتت شوارع هذه المدينةالكبيرة ملاذ عدد كبير من المتشردين وفئة أخرى من المنحرفين والمختلين عقليا وبعض من المدمنين المتعاطين للمواد الكحولية أو مادة(السيليسيون )…
والغريب في الأمر أن الظاهرة تفاقمت في السنين الأخيرة، بحيث أصبح عدد المشردين الذين بلا مأوى في تزايد وتصاعد، ليشمل جميع الفئات العمرية من أطفال ومراهقين وكبار في السن يفترشون الأرض، في العراء ويتخدون ألواح من الكارتون أو أغطية بالية تفوح منها روائح نثنة، …يبتون في العراء، لاينامون كباقي البشر مطاردين من طرف دوريات الشرطة أو من بعض المتسكعين تحصل بينهم مشاحنات تصل في بعض الأحيان إلى شجار وعنف واعتداءات. وكان هذه المخلوقة لاتنتمي إلى بني البشر حيث يسود في أوساطها قانون الغاب والغلبة، للاقوى بدنيا ومن يتمتع بسلطة التحكم في المكان بمن فيه.ليصير الجميع تحت سيطرة زعيم يقود هذه الفئة.
فهل أسباب تفاقم هذه الظاهرة سببها الفقر والتهميش أم أسباب عائلية ناجمة عن تفكك أسري دفع هؤلاء إلى اتخاذ الشارع ملجأ؟ ؟؟.ياويهم ليلا بينما في النهار ينشطون في حرف غير مقنعة كماسحي أحذية أو بائعي مناديل …بيد أن فئة أخرى تحترف التسول في الممرات والشوارع وعند الإشارات الضوئية. ..
وقد رسمت على وجوههم معالم الغبن والفقر والهوان، بين واقع مر ،و تناقض في نفس الوقت حيث ترى المدينة في عز أيام البرد تنقسم إلى نوعين إلى متمتعين ببرد دافئ داخل بيوت مجهزة بكل وسائل الراحة والدفىء بينما، هناك من يرتجف بدنه الهزيل واسنانه من ويلات القر.
ويصبح حلمه الوحيد الظفر بلحظة دفء افتقدها ليدفع الثمن هذه اللحظة المسروقة من انخفاض درجة الحرارة في جسمه ويحسد القطط والكلاب الضالة في الشوارع، على نعمة الفرو التي وهبهم إياها الله.
راجين التافة رحمة من قلوب نذر فيها الإحساس بمعاناة الآخرين الذين اقتادهم ظروف هذه الحياة الجائرة، التي لا تستقر على حال.

مشاركة