البارونات يلقبونه بـ”المالطي” وتهريب الشيرا استمر رغم اعتقال المالي
توجهت عناصر الفرقة الوطنية، أول أمس (السبت)، إلى منزل سعيد الناصري، رئيس مجلس عمالة البيضاء، لإجراء أبحاث جديدة لها علاقة بالملف المحال على قاضي التحقيق، في مواجهة 21 متهما بينهم 20 في حالة اعتقال، يتقدمهم رئيس جهة الشرق، المعروف وسط بارونات المخدرات بلقب «المالطي» أو «الوجدي».
ولم تتسرب معلومات حول أسباب زيارة الضابطة القضائية المكلفة بالبحث، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر متطابقة إلى أن التحقيقات متواصلة في الملف، وأن الأبحاث اصطدمت بوجود شبكة عنقودية ذات طابع تنظيمي قوي، يعقد الوصول إلى جميع أفرادها، بسبب السرية والتحرك بألقاب لا تعكس الهوية الحقيقية للبارون، وبالنظر إلى ارتباط الشبكة المفككة بكارتيلات التهريب الدولي للمخدرات التي تسعى دائما إلى تجديد عناصرها وتجنيد المزيد لضمان مواصلة النشاط الإجرامي.
وبإحالة الدفعة الثانية التي يتزعمها بعيوي وصهره والناصري، يكون عدد المعتقلين في الشبكة بلغ 28 شخصا، باحتساب الدفعة الأولى المحالة على قاضي التحقيق في أكتوبر الماضي والتي تضم ثلاثة جزائريين ورئيس جماعة عين بني مطهر السابق وشقيقيه.
ووفق معلومات فإن أفراد الشبكة العنقودية، واصلوا عمليات التهريب الدولي للمخدرات عبر المسالك البحرية والبرية، رغم اعتقال «إسكوبار الصحراء» في 2019، وهو ما ترجم حجز عناصر الفرقة الوطنية أثناء بدايتها البحث في القضية الجديدة لـ 77 كيلوغراما من الشيرا، معدة للتهريب الدولي تم ضبطها في بالشرق.
وفاقت عمليات التهريب الدولي المنجزة من قبل أفراد الشبكة منذ 2006، إلى حدود 2015، ما مجموعه 200 طن، أمن إسكوبار الصحراء، رحلاتها نحو مختلف الدول الإفريقية، بالاستعانة بعصابات محلية، كما أن تهريب المخدرات تواصل بعد ذلك، إذ رجح أن تكون الشبكات المفككة في السنوات الأخيرة، تدخل ضمن المستقطبين الجدد بعد اختفاء المالي عن الساحة والزج به في السجن منذ 2019، ما يعني أن البارونات اكتسبوا خبرة وربطوا علاقات بكارتيلات المخدرات، سيما أن الأبحاث كشفت أن بعيوي الملقب ب”المالطي” وصهره بلقاسم، تحولا إلى الذراع التنفيذي بالمغرب للكارتيلات الدولية، ضمن شبكة تؤمن مواصلة الإمداد بالشيرا.
ووفق ما انتهت إليه الأبحاث التفصيلية مع المتهمين الثمانية المودعين بالسجن منذ شهرين، فإن تواطؤا كان يتم بين بعض الجنود بالحدود من الجانبين المغربي والجزائري، ما يسهل اختراق المخدرات للتراب الجزائري لمواصلة رحلاتها نحو ليبيا والنيجر وغيرهما من الدول الإفريقية.
ومن شأن الأبحاث المتواصلة بعد إحالة بعيوي والناصري ومن معهما، أن تورط متهمين آخرين سهلوا عمليات التهريب أو ساعدوا “مجرما على الإفلات من العقاب»، وغيرها من الارتباطات بالشبكة العنقودية ذات الرؤوس الكبيرة