الرئيسية أخبار القضاء شباب العدول يدقون ناقوس الإصلاح ويدعون الهيئة الوطنية إلى تجاوز الجمود

شباب العدول يدقون ناقوس الإصلاح ويدعون الهيئة الوطنية إلى تجاوز الجمود

0ba85a28 1373 4886 bea8 52514257d038
كتبه كتب في 21 أكتوبر، 2025 - 3:49 مساءً

في خطوة جديدة تهدف إلى إحياء النقاش حول واقع مهنة التوثيق العدلي وآفاقها المستقبلية، نظمت الجمعية المغربية للعدول الشباب، يوم السبت 18 أكتوبر 2025 بمدينة القنيطرة، مائدةً مستديرة حملت عنوان: «الهيئة الوطنية للعدول: أزمة التدبير وتدبير الأزمة». اللقاء عرف مشاركة واسعة لعدد من العدول والعدولات من مختلف جهات المملكة، في أجواء تميزت بالجرأة والموضوعية والرغبة الصادقة في الإصلاح، حيث تمت مناقشة واقع الهيئة الوطنية بين اختلالات التدبير وضرورة استشراف مستقبل أكثر شفافية وحكامة.

الجمعية جددت التزامها بالعمل من أجل إصلاح شامل لمنظومة التوثيق العدلي، يقوم على المشاركة الواسعة والحوار المسؤول، معتبرة أن الدينامية الحالية تشكل فرصة تاريخية لإعادة بناء الثقة بين العدول وهيئتهم الوطنية. وأكد المشاركون أن مثل هذه اللقاءات تمثل رهاناً أساسياً لتجديد الفكر المهني وإرساء ثقافة مؤسساتية ديمقراطية تسهم في تطوير العدالة التوثيقية بالمغرب.

وفي كلمته، أوضح الأستاذ عبد الحق الريفي، رئيس الجمعية المغربية للعدول الشباب، أن الإصلاح المهني لا يمكن أن يتحقق في غياب الحوار الحر والمسؤول، مؤكداً أن الجمعية تشتغل على خلق فضاءات تفاعلية تجمع العدول من مختلف الجهات لتبادل الرؤى وتقاسم الخبرات. وأضاف أن الشفافية والمساءلة ليست شعارات بل أسس ضرورية لأي نهضة مهنية حقيقية، مشدداً على أن الجمعية ستظل منفتحة على كل المبادرات التي تخدم وحدة الجسم العدلي وتجويد الأداء المهني.

من جانبه، تناول الأستاذ عبد اللطيف الحبوسي، عضو المجلس الجهوي لعدول طنجة، إشكالية التواصل المهني، محذراً من تأثير بعض التصريحات الإعلامية غير المدروسة على صورة المهنة وهيبتها. ودعا إلى تحصين الخطاب المهني بالحكمة والرصانة، وجعله منسجماً مع القيم المؤسسية التي تحكم العمل التوثيقي، مؤكداً أن الكلمة المهنية مسؤولية جماعية تستوجب تدبيراً مؤسساتياً رشيداً للتواصل.

أما الأستاذ سعيد الصروخ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والتواصل بالهيئة الوطنية وعضو مؤسس بالجمعية، فاعتبر أن اللقاء يمثل تحولاً نوعياً في النقاش المهني، إذ نقل الحوار من فضاءات التواصل الاجتماعي إلى فضاء مؤسساتي منظم يتيح تعدد الأصوات واختلاف الأجيال والتجارب. وشدد على أن الشأن المهني شأن جماعي لا يحتمل الإقصاء أو الانفراد بالقرار، مؤكداً أن الحق في النقاش والمساءلة حق أصيل لكل عدل وعدلة، وأن الجمعية تواصل دورها كقوة اقتراحية تعمل على تقويم الاختلالات ودعم الحوار الداخلي بروح إيجابية.

وفي السياق ذاته، أبرز الأستاذ إدريس الطرالي، عضو مؤسس بالجمعية، أن جوهر الإصلاح المهني يكمن في ترسيخ مبادئ الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة، داعياً الهيئة الوطنية إلى أن تكون قدوة في التسيير الرشيد واحترام مبادئ الشفافية والانضباط المؤسسي. وأشار إلى أن النقاش الذي دار خلال اللقاء لم يقتصر على تشخيص الأعطاب، بل تضمن مقترحات عملية للإصلاح، من بينها تحديث آليات التدبير، وتوسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار، وتبني ثقافة الوضوح المالي والإداري.

وأجمع المتدخلون في ختام اللقاء على أن النقد المهني ليس عملاً عدائياً بل وسيلة للتقويم والتطوير، مؤكدين أن المهنة لا يمكن أن تتقدم في ظل ثقافة الصمت أو المجاملة، وأن تعدد وجهات النظر وفتح باب النقاش يمثل علامة صحة ونضج مؤسساتي. ودعا العدول الشباب إلى ترسيخ ثقافة الحوار المسؤول والاختلاف البناء كمدخل أساسي لبناء هيئة مهنية قوية، قادرة على رفع التحديات وتثمين دور العدل في خدمة العدالة بالمغرب.

مشاركة