تنينة محمد باحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية
… يبدو أن الملف المطلبي للدولة الجزائرية سواء تعلق الأمر بقنوات الصرف الصحي أو بالدولة الجزائرية العميقة هو النبش في قضية الصحراء وتقديم رسومات خرائطية درامية تعكس مدى الحقد الدفين للدولة المغربية وتلطيخ سمعتها لدى الأمم المتحدة… لا يمر يوم واحد وإلا نسمع الرئيس الجزائري سيئ الذكر يتحدث بلغة الخشب عن الشعب الصحراوي التواق للتحرر من البراري القاحلة والظلم المصطنع من طرف العسكر الجزائري… بعد رفض الساكنة المحبوسة من طرف “البوليساريو” و”عسكر الجزائر” ، الوضع الكارثي وتفضيلهم سياسة الزحف والإحتجاج بين ذرات الرمال المتحركة… تحرك الرئيس الجزائري الدمية وقام بإرسال ثمانية طائرات محملة بالمواد الغذائية للإخماد ثورة الجياع في براري تندوف …في الوقت نفسه تتناول بعض المواقع الإعلامية الجزائرية ذات الطابع الكوميدي قناة الحرة الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الجزائري في ظل تفشي البطالة وتقسيم ثروة الغازوال بين رموز النظام الجزائري …كما أن “سيستام العسكر” إن كان غيور على حرية الشعوب في تقرير مصيرها فلينظر إلى أمازيغ القبايل ومعاناتهم المستمرة مع نظام لا يعرف إلا القمع…يبدو أن الرئيس الجزائري في ظل ” جائحة كورونا” يسعى إلى تصريف أزماته الداخلية المتسلسلة عبر التدخل في الشؤون الدولية مثل قضية ليبيا وشراء بعض الأسلحة الضائعة في إطار صفقات دولية مشبوهة لإرضاء بعض القوى العظمى… في الوقت نفسه يعيش الشعب الجزائري على أنغام ثورة الجياع بعد أن تعطل صندوق كورونا نتيجة قلة المساهمات وكثرة الإختلاسات…ونقف بالملموس عند النية السيئة للديكتاتور الجزائري بقوله :”عندما تقترض لدى بنوك أجنبية لن يمكنك التكلم لا عن فلسطين و لا عن الصحراء الغربية.” هكذا يبدو أن الجزائر لا يهمها الإقتراض بقدر ما يهمهم ذكر الصحراء… ومن هنا نطرح السؤال: أين تذهب ثروات الغازوال والذي تقدر بملايين الدولارات؟ كيف لدولة تحتل مراتب متقدمة في إنتاج الغازوال وميزانها التجاري يعيش على مزاجية العجز المستمر أن تقترض من دول لا تتوفر على موارد؟…