بقلم محمد الموستني
قد يصبح الانسان عبارة عن تمثال حين لا يستطيع الاندماج مع المجتمع ، فيكون جميلا من الخارج لكنه فارغا من الداخل ، وبعدم التواصل يصير كجسد بلا روح علما ان الانسان بالتواصل و بتكوين علاقات ناجحة يعطي لنفسه نبض الحياه .
ان فن التواصل ضرورة من ضرورات الحياه لأن فرص النجاح متوقفه على أمكانية الانسان في التواصل وقد اصبح الاتصال شبه معركة فريدة من نوعها النجاح و الهزيمة تنطبقان في كلتا الحالتين.
ويعود ذلك بالاساس الى أن الحوار هو التناغم بين أطرافه والتكامل بدلا من الانقطاع في التواصل الذي يتولد عنه عدم التقة وسوء التفاهم.
ومن منظورعلم النفس الحديث أن الانسان الناجح هو القادر عن التواصل بتوصيل رسالته للاخرين كما يريدها أن تصل باعتبار التعبير عن النفس من أهم مقومات الشخصية الناجحة والاقدر على التواصل مع المجتمع وافراده والاستفادة منه.
و بما أن الانسان كائن اجتماعي يجب عليه أن يعترف بوجود الاخر كما أن الاخر يجب أن يعترف بوجوده لكون كل منهما يشكل امتدادا لغيره لأنه لا يمكن أن يعيشا منعزلين عن بعضهما البعض.
ان الانسان اجتماعي بطبعه ولتاسيس القدرة على فهم نفسه وفهم الاخرين لابد أن يدرك أن الذات الانسانية ما هي الا نتيجة مزيج من الخبرات والتاثيرات البيئية المجتمعية المحيطة به مما ينتج عنه الشخصية الخاصة به . ومن هنا ندرك أن أهم هذه التاثيرات على الفرد هي مسالة الحوار كمسالة اساسية في عملية التواصل الانسانية.
واتقان الحوار هنا يرجع الى التنشئة الاجتماعية بداية من الاسرة مرورا بالمدرسة والمجتمع وهذا ما يجعل الفرد يكتسب المهارة للقيام بعدة أدوار اكتسبها من خبرات متعددة .
قد نرى الفرق في الحوار فيما بيننا ، من طبقة الى اخرى، ومن شخص الى اخر، وكيفية ايصال المعلومات او التوجيه وما يتبع ذلك من التقبل أو عدمه بحسب الاسلوب المتبع ، علما ان القاعدة هي المقصود من الحوار اظهار خفي أو تفصيل مجمل أو توجيه لأمر معين. ولكن للأسف ما نراه في ثقاشاتنا الحالية هو تهميش لرأي الاخر والتفنن في اظهار المصطلحات والتقويمات الدالة على ازدراء الرأي.