سنوات عجاف بعد اعتلاء الاسلاميين سدة الحكم.. ماذا تحقق؟!! عفى الله عما سلف !!

نشر في: آخر تحديث:

بقلم : م.البشيري/ع.السباعي
صوت العدالة :

سنوات عجاف بعد اعتلاء الاسلاميين سدة الحكم كانت كافية لرفع الستار والكشف عن ادوار الممثلين، لا أحد منهم يتخذ القرار، حكومة المصباح كانت نتيجة حراك اجتماعي اجتاح العديد من الدول العربية، بغية اعادة ترتيب البيت السياسي من جديد، وتطريق بؤر الفساد والريع.

والاكيد أن الربيع العربي في نسخته المغربية، قد شكل منعطفا حاسما داخل المجتمع، واستطاع في ظرف وجيز احياء وبعث الوعي السياسي لدى فئات عريضة من الشعب المغربي، بما في ذلك فئة الشباب المفعم بالحماس والاندفاع، مؤكدين رفضهم لكل اشكال الريع و الفساد والتمييز والتهميش والاقصاء، عبر اتباع مسار سلمي صرف، كان اهم شعاراتها يسقط الفساد.

ولتذكير الذين مروا من هنا، فالتاريخ لا ينسى مواقف الصمود كما لا ينسى ايضا مواقف الخذلان والانتهازية، إذ قطع الحراك في نسخته المغربية مع “حركة 20 فبراير” اشواطا قياسية لا يستهان بها في درب التحرر والانعتاق، مؤمنا بضرورة التغيير، مع فتح المجال لأي انطلاقة سياسية جاد، تحقق آمال وطموحات كفاءات عريضة وأجيال وجدت نفسها امام شبح البطالة والفقر والاقصاء، أجيال تقادفتها للاسف امواج الانتهازية والوصولية المقيتة..

هي سبع سنوات عجاف او تزيد، كانت كافية لتظهر ان المصباح لم يعد يضيئ ، او بالأحرى اضاء طريق من حوله من الحاشية والمريدين، ليمكن قواعده من فرص لم يحضى بها غيرهم، تعيينات ومنح وتعويضات.. فتم تعيين هذا لورعه وتقواه، وتمت ترقية ذاك لزهده وتقربه من مولاه، محسوبية بطعم التقوى والورع، وفشل ذريع في ادارة دواليب الرحى السياسية من اليمين الى اليسار.. بمعنى مكاينش برنامج” لي جات بسم الله”

بعد دخولهم قبة البرلمان، صارت الرحى تدور وتدور،تقتلع معها الاخضر واليابس، فأجهزت” رحى العدالة والتنمية” اولا على التربية والتعليم، وجعلت منه مجالا للاسترزاق والاغتناء اللامشروع، فكانوا ممن صوتوا بالرفض ضد مشاريع من شأنها ان تعيد للتعليم مكانته وللمعلم كرامته، وتحفظ للتلميذ ماء الوجه، وبذلك تكون حكومة المصباح قد نقضت العهد، مع وعود لا زالت منقوشة الى اليوم في تجاعيد من صوتوا للمصباح في التخوم وأعالي الجبال..”عفى الله عما سلف”.

اليوم وبعد ان رأينا ان الرحى دارت من اليمين الى اليسار مع حكومة قامت بكل شيء، وعدت فأخلفت، جمع وزراؤها وقمشوا محصول ارضنا في تعويضات خيالية عن الخدمة التي لم يكونوا خلالها غبر دمى وكراكيز،مقدمين بذلك نماذج عن اسمى درجات الوصولية، مع التنكر لرجال رنساء لولاهم ما عرفوا كيف يتم ارتداء ربطة العنق.. متفكرونيش فالصور كيف كانوا”..

خلاصة الكلام.. اني أرى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر واخر يابسات.. يا يوسف لقد صدقت رؤياك، فماذا لو اعدنا الرحى من اليسار الى اليمين عل سنعود عصرا الى الوراء..

اقرأ أيضاً: