سناء حاكمي تكتب …لنفكر قليلا

نشر في: آخر تحديث:

بقلم:سناء حاكمي

نقاش دار و مازال يدور في وسائل التواصل الاجتماعي، و بين جدران صالونات ثقافية و مجالس دينية.البعض اعتبره نقاشا مستفزا ، و البعض الاخر اعتبره تافها.
بينما حقيقة الأمر انه نقاش اجتماعي فكري سياسي ديني صحي.
كمجتمع مغربي تعودنا على النمطية الفكرية و وضع الاشخاص ضمن قوالب معينة ، و مجرد أن يسلط الضوء على سلوك او فكرة نعيشها او نمارسها في حياتنا اليومية، الا و نجد جموعا من الناس يحاولون التستر عليها او اخفائها معتبرين اياها لا تمثل القيم الاجتماعية.
يمكن أنْ تكون هذه القوالب النمطية سلبية أو محايدة احيانا، وتشيع تلك القائمة اما على نوع الجنس أو العرق أو المهنة أو لون البشرة.
و من هنا نستطيع ان نقارب مجموعة من الصور، مثلا اذا طرحنا سؤال عاما هل المجتمع المغربي مجتمع متدين بطبعه و سلوكه؟؟؟ و خصوصا اذا تم طرح السؤال امام الكامرة ، سنجد ان اغلب الاجابات بنعم. هل المجتمع المغربي محافظ؟؟ ايضا ستتم الاجابة بنعم من الاغلبية.
هل المجتمع المغربي يحترم المرأة ؟؟ ايضا سنسمع نعم و ربما يتم تاكيدها بحجج ذات مرجعية دينية او ثقافية.
لكن حينما نشاهد السلوكيات الاجتماعية للافراد اما كمشاهدة عينية، او كاخبار صحيفية او عن طريق محاضر الشرطة و قضايا المحاكم، سيثبت لنا عكس ما يتم التصريح به من طرف الافراد او الجماعات. و هذه معضلة تاخدنا الى الاحداث الاخيرة كنقاش “الشيخ او الشيخة” او ” المحافظين و الحداثيين” و غيرها من المتناقضات.
المجتمعات السليمة الصحية هي من تتعايش مع توجهات و مرجعيات مختلفة، ربما نسميه صراع فكري لكن لن يصل لدرجة الانحياز و الضرب في المخالف، لكن تخلق لنا نقاشات عامة تخرجنا من البرود و الجمود الى الحركة و النقد و التفكيك و التحليل، و تولد من داخل هذه التوجهات عقول تتبع العقل بدل النقل، و عقول مبدعة تنجوا بمجتمعنا من الجمود و الموت، كالفن بكل انواعه، و الفكر و التاريخ و الكتابة و الفيزياء و علوم الاقتصاد و غيرها…
و اذا اردنا فعلا ان ننشأ جيلا مبدعا ، من اهم النقاط هو التصالح مع الواقع و تقبل الاختلاف و البعد عن شيطنة الاخرين ، و ان نقتنع ان المجتمع السليم هو من يتكون من مجموعات مختلفة كما سبق الذكر، و ان نتعايش مع هذه الألوان و هذه الصور، نحن جزء من هذا الكون المتغير و غير المتشابه، اذن من اين جاء هذا التصور المتحجر الذي اصبحنا نلمسه مؤخرا و يحث عليه للاسف الشديد جيل بكامله، جيل عايش التكنولوجيا و العولمة و يتطلع الى عوالم اخرى خارج عالمه الصغير جيل يملك جهازا بين يديه جعله يتعرف على ثقافات و افكار غير التي انشأ عليها، جيل يعلم ان نوعه و ثقافته ليست الوحيدة في هذا العالم.
اذا رجعنا الى الماضي القريب ما كنا سنلمس هذا التعصب و لا هذا الجمود رغم اننا كنا نعيش في عوالم صغيرة و ربما الكثيرون لم يكونوا يعلمون بالعالم الكبير ، لكن كانت لديهم القابلية و السلاسة في التعرف و تقبل افكار جديدة دون صدها او رفضها.
سؤالي!!؟ ما هي الاسباب التي جعلت من مجتمعنا باغلب افراده يرفض الخروج عن النمطية و الجمود؟؟؟
ما هي الاسباب ايضا التي جعلت من جيل بكامله لا يقرأ و لا يبحث، و لا يعلم شيء عن تاريخه و جذوره و هويته ؟؟؟
هل هي اسباب سياسية ام دينية ام ثقافية؟؟؟

سيبقى السؤال مفتوحا حتى يستطيع القارء ان يفكر و يحلل، تعودت عدم الاجابة حتى نخرج من نمطية الاجوبة الجاهزة التي تعود عليها العامة من بعض كهنة الفكر و الدين و السياسة، حتى نخرج من مكان الراحة الى مشوار البحث و النقد.

سناء حاكمي

اقرأ أيضاً: