في وقت يتراجع فيه حضور الفنون التراثية أمام موجات الحداثة، تبرز أسماء شابة تسعى إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي بكل ما أوتيت من شغف وإصرار. من بين هذه الأسماء، تلمع الفنانة الأمازيغية سناء الجدوبي، ابنة منطقة ولماس، التي اختارت أن تحمل راية فن أحيدوس، وتعيد له بريقه بأداء أصيل وصوت مميز.
رغم انشغالها بالدراسة الجامعية، لم تتخلَّ سناء عن عشقها لفن أحيدوس، بل نجحت في التوفيق بين المسارين الأكاديمي والفني، في تجربة نادرة تعكس مدى التزامها العميق تجاه تراثها وهويتها الأمازيغية.
تميزت سناء الجدوبي بصوت قوي وأداء لافت، ما جعلها من بين أبرز الوجوه النسائية في ساحة أحيدوس، حيث مثلت المرأة الأمازيغية بأناقة واحترام، وقدمت نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين التحصيل العلمي والحفاظ على الموروث الثقافي.
في زمن يضيق فيه الأفق أمام الفنون التقليدية، تفتح سناء الجدوبي نافذة أمل جديدة، وتؤكد من خلال تجربتها أن الإبداع الأصيل لا تحدّه ظروف ولا تعيقه مسؤوليات. فكل التحية لهذه الفنانة الشابة، التي أثبتت أن الهوية لا تُنسى، والموروث لا يموت ما دام هناك من يؤمن به ويغنيه من القلب.