وضع قانون المسطرة الجنائية في المادة 18 الإطار العام لعمل الشرطة القضائية وحدد تجلياته في التثبت من وقوع الجرائم، وجمع الأدلة، والبحث عن مرتكبيها، فضلا عن تنفيذ الأوامر القضائية والإنابات الصادرة عن قضاة التحقيق وتنفيذ تعليمات وأوامر النيابة العامة، وكل هذه الأعمال التي يباشرونها لا بد من إثباتها في وثيقة أطلق على تسميتها المحضر طبقا لمقتضيات المادة 23 القانون نفسه.واعتبر المتدخلون في ورشة حجية محاضر الضايطة القضائية أن الدور الخطير الذي يلعبه ضباط الشرطة القضائية، من خلال تلك المحاضر التي توضح ظروف وملابسات الجريمة أن النيابة العامة قد تحجم عن المتابعة وتأمر بحفظ الملف، أو تقدم على المتابعة وتحيل الملف على المحكمة المختصة أو على قاضي التحقيق الذي كثيرا ما يستند في قراراته إلى هذه المحاضر لحجيتها في الإثبات. واعتبر المتدخلون أن القيمة القانونية لهذه المحاضر وحجيتها أمام المحاكم أكدتها المادة 290 من القانون ذاته التي تتضح بجلاء في الواقع اليومي لعمل مختلف محاكم المغرب وكيف يبقى القضاء بشقيه الواقف والجالس والدفاع مكتوفي الأيدي أمامها، مما يعكس السلطات الواسعة التي بيد ضباط الشرطة القضائية. وبما أن المحضر هو الوثيقة المكتوبة التي يحررها ضابط الشرطة القضائية أثناء ممارسته مهامه، ويضمنها ما عاينه وما تلقاه من تصريحات أو ما قام به من عمليات ترجع إلى اختصاصه…» حسب المادة 24 من قانون المسطرة الجنائية، يجب أن يتضمن من حيث الجرائم محاضر للجنايات وأخرى للجنح الضبطية والتأديبية والمخالفات، ومن ناحية قوتها الإثباتية وحجيتها قسمتها المسطرة إلى محاضر يوثق بمضمنها إلى أن يثبت ما يخالفها ومحاضر لا يطعن فيها إلا بادعاء الزور ومحاضر تعتبر مجرد بيانات ومعلومات. وأكد المتدخلون أنه إن كان الجانب القانوني يبدو في ظاهره ضامنا للحقوق والحريات، فإن مجال التطبيق العملي يحبل بالكثير من التأويلات والتناقضات التي تطبع كيفية إعداد هذه المحاضر والنقائص التي تعتريها، لا من حيث شكلياتها، ولا من حيث تضمينها للوقائع والجرائم كما وقعت وبالطريقة التي وقعت. كما عرج المتدخلون على مسألة المساطر المرجعية وانعكاساتها السلبية على حرية المواطنين تطفو على السطح وتطرح بحدة مسألة إعادة النظر في السلطات الواسعة الممنوحة إلى ضباط الشرطة القضائية من جهة، وإلى لحجية هذه المحاضر من جهة أخرى، سيما أن إثبات عكسها مسألة صعبة إن لم تكن مستحيلة. واعتبر البعض منهم أن إضفاء طابع «القداسة» على تلك المحاضر وتجاوز مسألة أن الضابط يبقى بالنهاية شخصا يخضع للمؤثرات والإكراهات والإغراءات تحتاج إلى إعادة نظر.
الرئيسية أخبار القضاء سلبيات حجية المحاضر والمساطر المرجعية إدانة شديدة للفصل 290 ومطالبة بتعديل مقتضياته
سلبيات حجية المحاضر والمساطر المرجعية إدانة شديدة للفصل 290 ومطالبة بتعديل مقتضياته

كتبه Aziz Benhrimida كتب في 27 سبتمبر، 2016 - 9:52 مساءً
مقالات ذات صلة
11 ديسمبر، 2025
رئاسة النيابة العامة تطلق الدليل الاسترشادي الوطني حول التحري والتحقيق في ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة
اختتمت رئاسة النيابة العامة، يومه الخميس 11 دجنبر 2025 بالرباط، البرنامج الوطني لتعزيز القدرات في مجال استخدام أدلة الطب الشرعي [...]
10 ديسمبر، 2025
بإشراف الوكيل العام للملك الأستاذ خالد كردودي… مراكش تحتضن دورة تكوينية لفائدة قضاة النيابة العامة وضباط الشرطة القضائية المكلفين بالجرائم المالية حول جرائم الطلبيات العمومية
يوسف العيصامي: صوت العدالة في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ مبادئ الشفافية والحكامة الجيدة، احتضنت محكمة الاستئناف بمراكش، يوم [...]
10 ديسمبر، 2025
بلاغ وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس
صوت العدالة- بلاغ ينهي وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس إلى علم الرأي العام، أنه على إثر انهيار بنايتين متجاورتين [...]
10 ديسمبر، 2025
محكمة الاستئناف بطنجة تنظم يوما دراسيا حول مستجدات عمل النيابة العامة على ضوء قانون المسطرة الجنائية.
صوت العدالة- عبد السلام العزاوي نظمت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، لقاء يوم الثلاثاء 09 دجنبر 2025، لفائدة ضباط [...]
