نبض المجتمع – سناء حاكمي
السكسزوفرينيا في علم النفس أو الفصام ،هو اضطراب عقلي, يتمثل في تعطّل عمليات التفكير وضعف الاستجابات الانفعالية،والدخول في حالات هلوسة وضلالات وبرانويا ، تجعل الفرد يتقمص شخصيات متعددة ، تقوده إلى تهيء وجود أصوات وروائح وأفكار ،غير حقيقية ،تدفع به إلى تبني مواقف ،متعارضة وغير منطقية.
يعتبر الشعب العربي، و المغربي خاصة،كذاك الغراب الذي حاول تقليد الحمامة في مشيتها، لكنه فشل. لا هو طار على طبيعته، و لا تعلم مشيتها.
انه نمودج لانسان مشوه حاول الجمع بين كل المتناقضات،لا هو ولي من أولياء الله يمثل الشرق،
و لا هو فيلسوف صعلوك يمثل الغرب.
المجتمع المغربي حسب مجموعة من الأبحاث و الدراسات التي تؤكد انه المجتمع الثاني بعد المجتمع المصري الذي يعيش على المعتقدات الدينية و يتشبت بها، و تصل نسبة المتدينين الى 95 في المئة، لكنه في نفس الوقت يتفوق على نظيره الاروبي في استهلاك الخمور، و تجده في قائمة الشعوب الأكثر متابعة للأفلام الإباحية.
المجتمع المغربي تجده دائما ما يفتخر و يردد انه من الدول العربية الاسلامية الأكثر تفتحا، و انه يعيش على الاعتدال، و المؤسف انه من بين الشعوب التي نزلت و التحقت بداعش و جماعات اخرى.مجتمع عاش عبر الزمن و مازال يعيش مع اليهود و المسيح و غيرهم، لكنك تجده اول من يدعي عليهم و يتمنى سقوطهم.
المجتمع المغربي يعتبر في صادرة المجتمعات الأكثر حبا لوطنها، و مستعد ان يضحي بنفسه من اجل ارضه، لكن و في نفس الوقت هو اكثر المجتمعات المستهلكة لفكرة الهجرة السرية، تحت مسمى بيع الغالي و النفيس من اجل الهجرة، و لو فتحت له أروبا ابوابها ستجد البلد خاوية تغني على الاطلال.
المجتمع المغربي يندد و يؤيد محاربة الرشوة و الاختلاس، و ان سنحت له الفرصة تجده اول من يرتشي و يختلس، مجتمع يصلي الجمعة و يدور بين المراقص و الحنات، يوم السبت.
مجتمع يغطي زوجته و يصفق لعريّ عشيقته.
انه مجتمع يصارع ضجيج أفكاره و معتقداته، مجتمع يعيش بين معتقد الماضي الكاذب و المستقبل الغابر . انه نحن انت و انا.