تعيش ساكنة حي سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش وضعًا صحيًا صعبًا بسبب التدهور الكبير الذي يشهده مستشفى “شريفة”، الذي تحول، حسب شهادات السكان، إلى بناية شبه مهجورة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الرعاية الصحية.
الغياب شبه التام للأطر الطبية والتمريضية، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية والتجهيزات، جعل من هذا المرفق الصحي عبئًا بدل أن يكون ملاذًا للمواطنين في حالات المرض أو الطوارئ. عدد من المواطنين عبّروا عن استيائهم من الوضع، مؤكدين أن أبواب المستشفى غالبًا ما تكون مغلقة أو بدون طاقم طبي، وهو ما يحرمهم من حقهم في العلاج.
ورغم الوعود المتكررة بإصلاح وتحديث المستشفى، لا شيء من ذلك تحقق على أرض الواقع، بل إن المؤشرات تفيد بتفاقم الوضع. الطوابير تزداد، والإحالات القسرية إلى مستشفيات أخرى ترفع من معاناة المرضى، في ظل غياب أي بوادر حقيقية للتدخل.
وفي إطار سعيها لتوضيح الصورة للرأي العام، حاولت جريدة صوت العدالة التواصل مع المدير الجهوي للصحة بجهة مراكش آسفي، غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب، ما يثير تساؤلات حول مستوى تفاعل المسؤولين مع قضايا الصحة الحيوية التي تؤرق المواطنين.
من جانبها، تواصل فعاليات جمعوية محلية جهودها للفت انتباه الجهات المسؤولة، من خلال حملات توعية ورفع مراسلات رسمية، مطالبة بإنقاذ هذا المستشفى الذي يُعد شريانًا حيويًا لمنطقة تضم آلاف السكان. وتؤكد هذه الفعاليات أن مطلبها الوحيد هو ضمان حق المواطنين في الرعاية الصحية كما يكفله الدستور والقانون.
وفي انتظار تفاعل وزارة الصحة والمديرية الجهوية مع هذه الصرخات، يبقى السؤال مطروحًا بإلحاح: إلى متى سيظل مستشفى شريفة عنوانًا للإهمال الصحي؟ وهل ستتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان؟
الساعة دقّت… والأمل معقود على تدخل عاجل يعيد لهذا المستشفى روحه ووظيفته.