عبد الكريم زهرات/ صوت العدالة
تتوالى تهديدات تغير المناخ على الكرة الأرضية، وتتصاعد صيحات العلماء والخبراء بأن الكرة الأرضية في طريقها إلى التدهور بشكل خطير، حيث أكد تقرير صدر مؤخرا عن معهد البحر الابيض المتوسط للتنوع البيولوجي والبيئة بفرنسا بأن ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائي في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط يهدد حوالي 500 مليون نسمة، في ظل غياب إمكانية سكان المنطقة وضعف الخيارات المتاحة أمامهم أمام هذا التحدي الكبير.
ومما يؤكد خطورة الوضع ان درجة حرارة الأرض في منطقة البحر الأبيض المتوسط ارتفعت ب 1.5 درجة مؤية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، مما يعني أن تأثير التغير المناخي في هذه المنطقة أسرع بنسبة 20 بالمئة من المعدل العالمي.
ولم يتوقف التقرير عند هذا الحد بل وضع تصورا مظلما لمستقبل المنطقة إذا لم يتم اتخاذ تدابير ناجعة لخفض غازات الدفيئة، حيث أشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن ترتفع درجات حرارة الأرض بالمنطقة بحلول عام 2040 بحوالي 2.2 درجة مؤوية وقد تصل إلى 3.8 درجة مؤية في بعض أنحاء حوص المتوسط بحلول عام 2100. مما سيؤدي إلى معاناة 250 مليون شخص من شح المياه بسبب الجفاف.
أمام هذا الوضع الكارتي الذي ستصل إليه دول المنطقة إن هي لم تتخذ إجراءات حاسمة لخفض درجة حرارة الأرض. نذكر كافة المسؤولين ورجال الأعمال و الصناعة. أن الوقت الحالي هو وقت الأفعال لا وقت الخطب والنوايا والتعهدات التي لا تطبق على أرض الواقع. فالكارثة تقترب شيئا فشيئا وستحل بنا لامحالة إن لم نتخذ اجراءات ناجعة وعاجلة. فهل ستجد هذه التحذيرات آذانا صاغية أم سيكون حالنا كحال الشاعر الذي قال:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولمن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرماد
