الرئيسية ثقافة وفنون سعيدة الكبير… تجربة من وراء السطور

سعيدة الكبير… تجربة من وراء السطور

20180210 002537.png
كتبه كتب في 10 فبراير، 2018 - 12:27 صباحًا

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

 

سعيدة الكبير،الشاعرة الأمازيغية المتمردة على كل ما هو مألوف،المنحدرة من جبال والماس ،استطاعت بفضل تطويعها لكل ما هو محلي،أن تدخل عالم الزجل من بابه الواسع،أن تصنع لنفسها إسما وسط مد خطير من الاتجاهات والمذاهب.

شاركت في الكثير من المهرجانات الوطنية الكبيرة،ولها ديوان باللغة الأمازيغية حمل عنوان ”  ifttn ijn waman  بمعنى شرارات الماء ،كما شاركت في مسلسل باللغة الأمازيغية ” تموايت ” وفيلم تلفزيوني “كذبة الصديق “و “تاونكيمت”.  وكانت مشاركتها تترك لدى الجمهور والنخبة انطباع راقي بفضل شعرها  الشعبي الأمازيغي المتميز،الذي  تتعمد فيه البساطة والصور والتجديد، مع تغليفه بقيم هي تراها قد رحلت في مجموعة من الأعمال الابداعية .

سبق أن سألتها عن السر في استعمالها للموروث الثقافي المحلي،فردت بعد ابتسامة خجولة” الشاعر هو انسان يعيش في بيئة معينة،يتأثر ويؤثر،وأنا بطبعي لا استطيع الابتعاد عن محيطي،لذلك تجدني دائما استثمره في أعمالي”.

تقول سعيدة الكبير في إحدى قصائدها :

أيها الصمت

كغيمة ماطرة

بك أستحم من همومي

received 1614875561912488

فحظور هذا الصمت في أعمالها ،يعطيها التميز ويجعلها بالتالي تجربة بسيطة، لكنها تحمل حلم جديد ،بمنطق جديد،يستحضر بداخلها بعدا فلسفيا،ينقل الماضي انطلاقا من الزمان ،حتى وهي تلقي قصائدها تجدها تنغمس في أجواء روحانية فريدة.وهذا ما كان يسميه محمود درويش ب” غزو النص للجسد والروح”.

فسعيدة الكبير،استلهمت من تاربخ عائلتها السياسي ذاك الوجود المستمر للمناضل داخل النص،فهي تجعل من الكلمات والصور  مكان لاسترجاع تاريخ تراه كتب بالصدفة،بل تحاول أن تعطيه عنوانا جديدا من خلال جملة من التيمات المتناقضة ،المتنافرة في النص الواحد،لتعلن بذلك عن اللا استقرار في زمن الكتابة.

لذلك،فنادرا ما تكتب من أجل الكتابة،بل غالبا ما نراها مختبئة وراء شذرات تطل بها على متابعيها من المثقفين بالمدينة وكامل الوطن.

مشاركة