صوت العدالة- عبدالنبي الطوسي
تعد منطقة أولاد سعيد غرب اقليم سطات من المواقع الاستراتيجية المهمة، فهي نقطة التقاء بين عدة مناطق منها اقليم برشيد والجديدة، فهي في حاجة لاهتمام وتصور عام قادر على تحويلها لقطب سياحي قروي مميز بحكم المآثر والمواقع السياحية الحيوية التي يضمها منها ” قلعة سلطان الكحل، وقصبة بولعوان..”، إلا أنها للأسف تبدو مغيبة في بعض المجالس منها الإقليمية وخلال جولات البرلمانيين، هذا الغياب يظهر في نوعية الخطابات والمواضيع التي يتم تناولها في دورات المجلس الإقليمي، حيث يبدو أن كل عضو يركز بشكل حصري على قضايا جماعته دون النظر إلى مصالح الإقليم ككل، مما يخلق تفاوتًا في توزيع الموارد ويعيق تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة.
أولاد سعيد، كمنطقة ذات إمكانيات اقتصادية وثقافية وسياحية، تستحق اهتمامًا أكبر في الجلسات الإقليمية والمناقشات البرلمانية، ولكن ما يحدث في الواقع هو أن العديد من الأعضاء يتركون هذه المنطقة خلف الأضواء، مفضلين الترافع عن مصالح مناطقهم الخاصة فقط، وهذا التوجه يؤدي إلى غياب المشاريع التنموية الكبرى التي يمكن أن تنهض بالمنطقة وتحدث تحسنًا في مستوى العيش وجودة الخدمات المقدمة.
البرلمانيون، الذين يفترض بهم أن يمثلوا كافة المناطق التي تقع ضمن دوائرهم الانتخابية، هم الآخرون يظهرون أحيانًا انحيازًا لمناطق معينة على حساب أخرى، مما يعمق الشعور بالتهميش لدى سكان أولاد سعيد.
و يبدو حسب المتتبعين أن الزيارات التي يقوم بها بعض هؤلاء البرلمانيون إلى الدوائر الانتخابية تقتصر على مناطق ذات أهمية انتخابية عالية بالنسبة لهم، بينما يتم إهمال المناطق الأقل تأثيرًا انتخابيًا مثل أولاد سعيد رغم مجهودات النائبة البرلمانية .
هذا التهميش لا يعود فقط إلى غياب الترافع الفعال، بل يتصل أيضًا بعدم قدرة النخب المحلية على التنسيق مع باقي البرلمانيين و الأعضاء للدفاع عن مصالح المنطقة بشكل جماعي، فهناك حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية تمثيل هذه المناطق داخل المجالس المنتخبة محليا اقليميا وجهويا، والعمل على إرساء روح التضامن والتعاون بين الأعضاء لتفادي التركيز على القضايا الفردية، وتبني مقاربة شاملة تهدف إلى تنمية الإقليم بكافة مناطقه، و التنسيق بين المواطنين والنخب السياسية أمر بالغ الأهمية لدفع عجلة التنمية في المنطقة.
إن التنمية المتوازنة والشاملة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال توزيع عادل للموارد، وترافع متوازن يأخذ بعين الاعتبار مصالح كل المناطق بالإقليم.