الرئيسية أخبار وطنية “سد تامري”.. مشروع استراتيجي لتعزيز الأمن المائي بأكادير الكبير

“سد تامري”.. مشروع استراتيجي لتعزيز الأمن المائي بأكادير الكبير

Barrage de Tamri a Agadir
كتبه كتب في 11 يوليو، 2025 - 5:17 مساءً

في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة المياه وتوالي سنوات الجفاف، يبرز مشروع سد تامري، قيد الإنجاز بجماعة تامري (عمالة أكادير إداوتنان)، كأحد أهم المشاريع المهيكلة لضمان الأمن المائي بجهة سوس ماسة، خاصة على مستوى أكادير الكبير

يندرج هذا المشروع ضمن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، ويعرف وتيرة إنجاز متسارعة مكنت من تجاوز نسبة 69%، مع تسجيل تقدم يسمح بإنهائه بداية سنة 2026، أي ثلاث سنوات قبل الموعد المحدد سابقًا (2029).

وباستثمار إجمالي يناهز 2.7 مليار درهم، تبلغ الطاقة التخزينية لهذا السد الجديد نحو 204 ملايين متر مكعب، وهو ما سيمكن من تزويد منطقة أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، إلى جانب دعم الفلاحة عبر توفير مياه السقي، والمساهمة في الحد من الفيضانات وتقوية الموارد المائية السطحية.

في تصريح إعلامي، أبرز حسن فوزي، رئيس إعداد سد تامري، أن هذه المنشأة، التي يصل ارتفاعها إلى 75 مترا وطولها 460 مترا، تأتي في سياق ضغط مائي متواصل تعيشه الجهة، نتيجة تراجع التساقطات وتقلص منسوب الوديان والمياه الجوفية.

مشاريع موازية لتعزيز الموارد المائية

إلى جانب سد تامري، تعرف جهة سوس ماسة إنجاز مجموعة من المشاريع المتكاملة لتأمين التزود بالماء، أبرزها:

توسعة محطة تحلية مياه البحر باشتوكة، والتي توفر حاليًا حوالي 65% من حاجيات المنطقة من الماء الشروب، وستُعزز بطاقة إضافية تبلغ 48 مليون متر مكعب سنويًا.

إنشاء محطة تحلية جديدة بشاطئ تزنيت، بطاقة إنتاجية تصل إلى 70.4 مليون متر مكعب سنويًا، ستُخصص لتزويد المناطق القروية والفلاحية، بتكلفة تناهز 2.7 مليار درهم.

تعلية سد المختار السوسي بحقينة إضافية تصل إلى 281 مليون متر مكعب، ضمن مشروع ضخم بقيمة 4.4 مليار درهم.

وتُضاف إلى هذه المشاريع اقتناء وحدات متنقلة لتحلية المياه، وتوسيع برنامج الأثقاب الاستكشافية، فضلاً عن استعمال الشاحنات الصهريجية لتأمين التزود في المناطق المتضررة.

رهان استراتيجي لمواجهة تغير المناخ

تُعد هذه المشاريع المائية الطموحة استجابة عملية وميدانية لأحد أبرز التحديات المناخية التي تواجهها البلاد، وتندرج ضمن رؤية استباقية لضمان تدبير مستدام للموارد المائية، وتأمين الحاجيات الأساسية للساكنة والقطاع الفلاحي، الذي يُعد ركيزة أساسية في النسيج الاقتصادي للجهة.

ويبقى سد تامري، برمزيته وأهميته، لبنة مركزية في هذه الدينامية التنموية الجديدة، التي تراهن على الماء كعنصر حيوي لتحقيق الاستقرار، وضمان العيش الكريم للأجيال الحالية والمقبلة.

مشاركة