..
صوت العدالة – عبد القادر السباعي
معاناة الجنوب الشرقي.. أهل الصحارى يعتبرون المطر زائرا بخيلا في زياراته، زائر نادرا ماتلقتي به المواسم القصيرة العمر في الدروب، ثم يمضي مسرعا.. فالشمس الحارقة ستحيل قطراته إلى بخار خلال سويعات من ميلادها .لكن العطشى لا يجاريهم في المعاناة احد ..
بعد العطش جاء الارتواء.. زخات مطرية بداية هذا الاسبوع تجاوزت ما تسمح باحتماله بيوتهم الطينية البسيطة والتي سرعان ما تهاوى العديد منها ليظل اهلها في العراء.. معاناة جديدة تنضاف الى حجم الاكراهات المعاشة بشكل يومي.. سيول عارمة غطت الاخضر واليابس، وخلفت خسائر مادية شملت المباني والمنازل على وجه التحديد..
السيول الجارفة كانت خير دليل على ضعف البنية التحتية وهشاشتها.. طرقات جرفتها السيول،وباتت كأنها لم تكن من قبل. حيث ادى ارتفاع مستوى المياه الى قطع وانهيار جزء من الطريق الوطنية الرابطة بين زاكورة و**** ليطرح السؤال، هل كان من الممكن اعداد وتهيىء طرقات ومعابر بجودة ارقى .. خاصة وان تكلفة الانجاز تكاد تكون خيالية .. فما الذي يحذث؟!!!
المدينة المنكوبة.. تتعالى النداءات وتتكرر. لان خاصة في مثل هذه الظروف والتي تتزامن مع سوء الاحوال الجوية وتقلبات المناخ.. دواوير منكوبة معزولة عن العالم بسبب عدم تواجد قنطرة قادرة على احتمال منسوب المياه.. مما يدفع الاباء الى ابقاء ابنائهم في المنازل بدون مدارس خوفا عليهم من خطر السيول.. فماذا بعد؟
الم يكن من الاجدر ان تتوفر هذه الناطق على ابسط متطلبات العيش.. طرقات سليمة، وقناطر تسمح بعبور ما قد يحتاجه الاهالي خلال فترات العسر او توالي زخات الامطار لايام .. انها المدن المنكوبة بالجنوب الشرقي.