بقلم :عبد الحكيم رضى
في لوحة وطنية بهية تنبض بالانتماء والوفاء، احتضن مركز مؤسسة زوايا رجراجة بزاوية ابن احميدة صباح اليوم احتفالاً وطنياً كبيراً بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، في أجواء غمرتها مشاعر الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن والوفاء لتاريخه المجيد.
انطلقت فعاليات هذا الحدث المزدوج بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني المغربي الذي صدحت به حناجر الحاضرين من فقهاء وأطر تربوية ومثقفين وفاعلين جمعويين، في لحظة رمزية اختزلت عمق الحب للوطن واستحضار الأمجاد الخالدة التي صنعها المغاربة جيلاً بعد جيل.
توالت بعد ذلك الكلمات الافتتاحية، حيث ألقى نقيب زوايا رجراجة، الحاج عبد العزيز المقدم، كلمة مؤثرة ذكّر فيها بالدلالات الروحية والتاريخية لهذين الحدثين الكبيرين، وبالرسائل العميقة التي تجسدها المسيرة الخضراء كملحمة وطنية جسّدت التلاحم بين العرش والشعب من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
كما تناول رئيس المجلس العلمي المحلي للصويرة في كلمته البعد الديني والفكري للمسيرة الخضراء، معتبراً أن قيمها مستمدة من روح الإسلام الوسطي الذي يدعو إلى السلم والعدل والتآزر.
وشهدت المنصة أيضاً كلمات مؤثرة ألقاها ممثلو الوفود الصحراوية والزوايا الرجراجية، أكدوا فيها دعمهم الثابت لمغربية الصحراء واعتزازهم بــ الاعتراف الأممي المتجدد بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وما يواكبه من تأييد واسع لمبادرة الحكم الذاتي كحلّ جاد وواقعي تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية.
تخللت هذه الاحتفالية ندوة فكرية ومداخلات ثقافية وتاريخية تناولت رمزية المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال في مسار بناء المغرب الحديث، وما جسدته من قيم الوحدة والتضحية والعمل الجماعي. كما شملت الفعاليات أنشطة فنية وتربوية ساهمت في ترسيخ روح المواطنة لدى الناشئة وغرس قيم الانتماء في نفوس الأجيال الصاعدة.
وفي ختام هذه التظاهرة الوطنية الخالدة، رُفعت برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مع الدعاء له بدوام الصحة والعافية والنصر والتمكين.
بعد ذلك، انطلقت مسيرة وطنية منظمة جابت مختلف أرجاء زاوية النقيب وصولاً إلى مركز بئركوات، حيث توجهت القوافل المكونة من الحافلات والسيارات نحو مركز تالمست في مشهد وطني مهيب جسّد لحظة رمزية قوية لاستحضار روح المسيرة الخضراء المظفرة ووحدة الصف المغربي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وفي تصريح له بالمناسبة، أكد نقيب زوايا رجراجة الحاج عبد العزيز المقدم أن تنظيم هذا الاحتفال يأتي في سياق وطني جامع يترجم تشبث المغاربة بثوابتهم الدينية والوطنية، مشيراً إلى أن مؤسسة زوايا رجراجة ستظل وفية لرسالتها التاريخية في تعزيز القيم الدينية والوطنية وغرس روح الانتماء في الناشئة، انسجاماً مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
لقد أكدت هذه المناسبة الوطنية أن زاوية ابن احميدة، بما تمثله من عمق ديني وثقافي، تظل فضاءً حيًّا لحفظ الذاكرة الوطنية وصون القيم الخالدة التي ميزت مسار الأمة المغربية في ظل القيادة الرشيدة لجلالته.
رجراجة اليوم تجدد العهد على الوفاء والإخلاص، متمسكة بشعارها الأبدي:
الله – الوطن – الملك
