صوت العدالة – رشيد أنوار
” بئس التراث الذي تزهق فيه الأرواح.
بئس التراث الذي يخلف كل سنة ضحايا الجرح بالسكاكين على وشك الموت.
بئس التراث الذي لا يراعي حرمة ولا يأبه لحال شيخ و لا عجوز و لا مريض.
بئس التراث الذي ينتج كل أخر ليلة صراخ و عويل و سباب و شتائم …
بئس التراث الذي يُنعش في داخله كافة أنواع الخبائث..
مهما سعينا إلى التنظيم بمقاربة تشاركية لكن للأسف الشديد تأتي نماذج من البشر تفسد كل شيء.
لا حول و لا قوة إلا بالله ”
هاته تدوينة للنائب البرلماني و رئيس المجلس الجماعي للدشيرة الجهادية بحسابه الشخصي الفيسبوك والتى أثارت جدلا واسعا بين مؤيد ورافض .
في حوار حصري مع رمضان بوعشرة أكد لموقع صوت العدالة أن التدوينة القصد منها التعريف ببعض المشاكل التي تصاحب التراث العريق (بوجلود بودماون ) الذي عرفناه منذ الصغر ،وحكى عنه الاجداد، كعنصر من الفرجة و الإمتاع تحكمه شروط موضوعية، تناسب الزمن والمكان ،باعتبار الدشيرة كانت قرية صغيرة.
إلا أن النمو الديمغرافي الذي عرفته المدينة ،بالمقارنة مع المساحة الضيقة و كذا خصوصية الجذب و التوافد على المدينة في هاته الفترة يفرض إخراج أجواء الاحتفال إلى أماكن رحبة يمكن حصلها و تأمينها ،إذ لا يمكن للأمن أن يغطي كل زقاق و كل ساحة في المدينة ،مما يولد بيئة لتكاثر النشل و الاجرام و اشاعة الظواهر السيئة التي تفسد أجواء الاحتفال ،و تفقد الموروث خصوصياته الفرجوية و الاحتفالية ،ناهيك عن الشكايات التي توصلت بها الجماعة من الساكنة المجاورة لما يعرف “باسوياس” التي لا تحارب ظاهرة بوجلود و إنما ما يصاحبها من هرج و موسيقى تستمر الى ساعات متأخرة من الليل ،مما يقلق راحتهم طيلة اربعة أيام أو أكثر .
كما اضاف ان الجماعة حريصة على الرقي بالموروث الثقافي الأمازيغي بخصوصياته و تاريخه،ومهرجان الروايس و التبوريدة و اض يناير خير دليل ،وأن الجماعة مع التنظيم من اجل ابراز التراث و الرقي به ،و اخراجه من العشوائية التى تهدده ،عبر تخصيص مكان رحب وشاسع ، و بشراكة مع كل الجمعيات الجادة ،كما دعى الجمعيات إلى المشاركة في تنظيم الاحتفالات الكبرى للمدينة وتجنيد منخرطيها لهاته الغاية ،ضمانا لإضفاء طابع التنظيم الذي يمكن من الاستمرارية ،و الحد من كل الشوائب التي تخرج الاحتفالات من طابعها الاحتفالي إلى مآسي.
يشار أن الدشيرة الجهادية كباقي المدن المجاورة تعرف أجواء احتفالية طيلة ايام العيد تختتم بكرنفال فلكلوري دأبت مجموعة من الجمعيات على تنظيمه ،وعرف في الاونة الاخيرة تراجعا ملحوظا بسبب المشاكل المادية و صراعات داخلية بين أعضاء هاته الجمعيات المنظمة.