⸻
بقلم عزيز بنحريميدة
في إطار مبادرتها الرامية إلى تسليط الضوء على الطاقات القضائية المشرفة التي بصمت مسار العدالة المغربية بكفاءتها ونزاهتها، اختارت جريدة صوت العدالة أن تتوقف هذه المرة عند مسار أحد أبرز رجالات القضاء في جيله، الأستاذ رضوان فارح، رئيس المحكمة الابتدائية بسلا.
اختيار لم يكن اعتباطياً، بل جاء اعترافاً بمسار مهني حافل بالعطاء والتفاني،فالأستاذ رضوان فارح، رئيس المحكمة الابتدائية بسلا، يعد كأحد الوجوه القضائية الهادئة التي صنعت مسارها بثبات واقتدار. فمن الداخلة إلى تيزنيت، وصولًا إلى سلا، ظل فارح نموذجًا للقاضي النزيه والمتزن، الذي جعل من القانون مرجعيته الأولى، ومن خدمة المواطن رسالته الأسمى.
ينحدر الأستاذ رضوان فارح من أسرة قضائية عريقة حملت مشعل النزاهة والعدل عبر أجيال، فكان الامتداد الطبيعي لتلك القيم، يجسدها في سلوكه المهني اليومي، ويترجمها إلى ممارسات ملموسة في تدبير الشأن القضائي داخل المحاكم التي قادها بحكمة وتبصر.
في الداخلة، ترك بصمة واضحة في ترسيخ فعالية المؤسسة القضائية رغم صعوبة السياق الجغرافي وبعد المسافة، حيث تمكن من خلق دينامية عمل قوامها الانضباط والنجاعة وجودة الخدمة القضائية.
وفي تيزنيت، عزز نهج التواصل المفتوح مع مختلف مكونات العدالة من قضاة ومحامين وموظفين، مما أكسبه إجماعاً مهنياً وشعبياً قلّ نظيره.
أما في سلا، فقد واصل فارح ذات النهج القائم على القرب والتوازن بين الصرامة والإنصات، فكان مكتبه مفتوحاً للمرتفقين، وتعليماته حريصة على تطبيق القانون دون تردد أو محاباة.
يُجمع كل من اشتغل معه على أنه رجل حوار بامتياز، قادر على معالجة الخلافات بروح القانون والعقلانية، مما جعل محيطه المهني يسوده الانسجام والاحترام المتبادل.
ينتمي الأستاذ رضوان فارح إلى جيل جديد من القضاة الشباب الذين برزوا بعد استقلال السلطة القضائية، يجمعون بين التكوين الأكاديمي المتين والخبرة الميدانية الدقيقة، ويضعون مصلحة المتقاضي في صميم أولوياتهم.
فالقانون بالنسبة له ليس مجرد نصوص جامدة، بل روحٌ تُمارس بعدل وإنصاف، غايتها تحقيق الطمأنينة وبث الثقة في نفوس المواطنين.
إن تجربة الأستاذ رضوان فارح تمثل نموذجاً مضيئاً لقاضٍ آمن بأن العدالة ليست وظيفة بل رسالة ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مهنية، لذلك ظل اسمه مقروناً بالنزاهة والإنصاف أينما حل وارتحل.

