الرئيسية أخبار القضاء رشيد تاشفين.. قاضٍ من طينة الكبار يواصل مسار التميز على رأس محكمة الاستئناف بسطات

رشيد تاشفين.. قاضٍ من طينة الكبار يواصل مسار التميز على رأس محكمة الاستئناف بسطات

IMG 8458
كتبه كتب في 19 يوليو، 2025 - 5:00 صباحًا


بقلم عزيز بنحريميدة

يواصل الأستاذ رشيد تاشفين، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بسطات، مساره القضائي اللامع بخطى رصينة تجمع بين الصرامة والنزاهة، والتجربة والحنكة، في قيادة مرفق العدالة نحو مزيد من الفعالية والنجاعة.

قادماً من فاس، حيث شغل منصب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، يَحمل تاشفين في جعبته رصيدًا قضائيًا حافلاً، جعل منه واحدًا من أبرز الوجوه التي بصمت بعمق المشهد القضائي الوطني. رجل قانون بامتياز، عرف بحزمه واستقلاليته، وبقدرته على تنزيل سلطة القانون في ملفات ظلت لعقود تُعتبر من “المناطق الرمادية” التي يصعب الاقتراب منها، ليكون له السبق في تقديم شخصيات نافذة أمام القضاء، مكرّسًا بذلك مبدأ عدم الإفلات من العقاب، ومؤكدًا أن لا أحد فوق القانون مهما بلغ نفوذه المالي أو السياسي.

وفي محكمة الاستئناف بسطات، لم يتأخر الرئيس الأول في وضع معالم خريطة طريق واضحة المعالم، عمادها التنسيق بين مختلف مكونات العدالة من قضاة ونيابة عامة وهيئات الدفاع ومساعدي القضاء، مع التركيز على تحسين جودة العمل القضائي، وتبسيط المساطر، والرفع من وتيرة البت في القضايا. وقد انعكس هذا التوجه إيجابًا على مؤشرات النجاعة القضائية بالدائرة الاستئنافية، التي باتت تعرف دينامية مهنية لافتة.

وفي تصريح خص به “صوت العدالة”، عبّر أحد المحامين البارزين بهيئة سطات عن تقديره للأداء المتميز للسيد تاشفين، قائلاً:
“منذ تعيينه على رأس محكمة الاستئناف، لمسنا تغيراً حقيقياً في طريقة تدبير الشأن القضائي، فهو مسؤول قريب من هموم المهنة والمتقاضين، يدير جلسات التنسيق بروح تشاركية، ويحرص على احترام آجال البت في الملفات دون إخلال بحقوق الدفاع أو جودة الأحكام. هو قاضٍ لا يبحث عن الأضواء، بل يفضّل أن تتحدث النتائج عن عمله.”

رشيد تاشفين ليس مجرد مسؤول إداري أو رئيس مؤسسة قضائية، بل هو قاضٍ يؤمن بأن القضاء رسالة قبل أن يكون وظيفة، وأن الاستقلالية ليست امتيازًا بل التزامًا، وأن خدمة المتقاضين تمر حتمًا عبر قضاء ناجع، عادل، شفاف، ومتجرد.

إن بصمته في سطات، كما كانت في فاس وقبلها في محطات قضائية أخرى، تؤكد أن الرجل من طينة الكبار الذين يجعلون من المسؤولية القضائية وسيلة للإصلاح وخدمة دولة الحق والمؤسسات، لا غاية في حد ذاتها. نموذج للقاضي المواطن، الذي يدرك حجم الأمانة الملقاة على عاتقه، في زمن تتقاطع فيه رهانات العدالة مع تطلعات المجتمع ومستلزمات دولة القانون.

مشاركة