الرئيسية سياسة رشيد الطالبي العلمي.. سياسي بامتياز ورجل دولة يجسد روح المسؤولية المؤسساتية

رشيد الطالبي العلمي.. سياسي بامتياز ورجل دولة يجسد روح المسؤولية المؤسساتية

IMG 20251104 WA0015
كتبه كتب في 4 نوفمبر، 2025 - 12:54 مساءً

منذ انتخابه رئيسًا لمجلس النواب مع بداية الولاية التشريعية الحالية، برز السيد رشيد الطالبي العلمي كأحد أبرز الوجوه السياسية المغربية التي استطاعت أن تمنح للبرلمان دينامية جديدة، قوامها الانضباط، الفعالية، وروح العمل المؤسساتي الجاد.

ينتمي الطالبي العلمي إلى جيل من السياسيين الذين جمعوا بين التكوين الأكاديمي المتين والتجربة الميدانية الواسعة، فقد راكم مسارًا متنوعًا بين المسؤوليات المحلية والوطنية، بدءًا من رئاسته لجماعة تطوان وجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، مرورًا بتوليه حقيبة وزارة الشباب والرياضة، وصولًا إلى رئاسته لمجلس النواب في ولايتين متتاليتين، ما أكسبه خبرة سياسية ودستورية جعلته من أكثر الشخصيات قدرة على فهم توازنات المشهد البرلماني المغربي وتعقيداته.

خلال هذه الولاية، عمل الطالبي العلمي على ترسيخ نهج جديد داخل المؤسسة التشريعية، يقوم على التحديث، والانفتاح، والحكامة. فقد أطلق مجموعة من الإصلاحات الإدارية والتنظيمية، كان أبرزها إعادة النظر في النظام الداخلي للمجلس وتكييفه مع مستجدات الدستور، إلى جانب رقمنة مسار العمل البرلماني وتحديث آليات التواصل مع الرأي العام، في خطوة جعلت المؤسسة أكثر شفافية وفعالية في أداء أدوارها الدستورية.

وفي الجانب الدبلوماسي، استطاع رئيس مجلس النواب أن يجعل من المؤسسة صوتًا وازنًا في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية. فقد قاد وفودًا مغربية في عدد من المنتديات، ودافع باقتدار عن القضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، مستندًا إلى الدبلوماسية البرلمانية كأداة لتعزيز الموقف المغربي في الخارج، وإبراز التحولات الديمقراطية التي تعرفها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

تميز أسلوب الطالبي العلمي في التسيير بالصرامة الإيجابية، والقدرة على خلق توازن بين مختلف الفرق البرلمانية، مما جعله يحظى باحترام واسع داخل قبة البرلمان. فهو رجل هادئ، دقيق في مداخلاته، يشتغل بمنهجية واضحة، ويؤمن بأن السياسة ليست صراعًا بل مسؤولية، وأن النقاش العمومي يجب أن يبقى في خدمة المصلحة العليا للوطن.

كما عُرف الطالبي العلمي بكونه سياسيًا يجمع بين الواقعية والقدرة على استشراف المستقبل، حيث ظل يدعو باستمرار إلى ترسيخ ثقافة الحوار والعمل الجماعي، وإلى تطوير أداء المؤسسة التشريعية لتكون في مستوى انتظارات المواطن المغربي. وهو ما جعل رئاسته للمجلس تتميز بالاستقرار والنجاعة، بعيدًا عن الصراعات السياسية الضيقة أو الحسابات الحزبية المؤقتة.

اليوم، وبعد سنوات من العمل البرلماني المتواصل، أصبح رشيد الطالبي العلمي يمثل نموذجًا لـ رجل الدولة الهادئ والمسؤول، الذي يشتغل بصمت ويحقق نتائج ملموسة. فهو من طينة السياسيين الذين يفضلون الفعل على الخطاب، والإنجاز على الاستعراض، ما جعل صورته ترتبط في الوعي العام بالجدية، والاتزان، والالتزام بخدمة الصالح العام.

وبين التجربة والكفاءة، يظل الطالبي العلمي أحد الوجوه السياسية التي ساهمت في ترسيخ الممارسة الديمقراطية بالمغرب، وفي تعزيز دور المؤسسة التشريعية كفضاء للنقاش الراقي وصناعة القرار الوطني، مما يجعل اسمه اليوم جزءًا من مسار التطور السياسي والمؤسساتي الذي تعرفه المملكة.
بقلم علاء .ك

مشاركة