الرئيسية آراء وأقلام رسالة من وراء “كورونا”

رسالة من وراء “كورونا”

IMG 20200125 153614 5762
كتبه كتب في 21 مارس، 2020 - 12:07 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي

قد تكون الآن على سريرك وأن تقرأ هذه الكلمات،أو تتابع فقرات وأخبار العالم على التلفاز،في نفس الوقت ،هناك في الجانب الآخر من يجلس في العراء بإحدى فضاءات مدينتك،أو يختبئ في إحدى جوانب المحطات الطرقية،بلا مأوى ،بلا مأكل،الخوف والجوع يحاصرانه من كل الجهات.

في الظرف هذا،لا بد أن تسطع أخلاقنا وقيم ديننا الحنيف،لابد من التفكير في هذه الفئة الأكثر تعرضا لفيروس كرونا المستجد،من خلال الاهتمام بها والبحث لها عن مأوى وإطعامها وإبعادها عن الخطر.

في بعض المدن المغربية،قامت السلطات بفتح القاعات الرياضية في وجه المشردين والمتخلى عنهم ،وفرت لهم المأوى،فيما اجتهدت جهات مدنية في توفير الملبس والغطاء والطعام. هي بادرة طيبة تنم عن وجود قيم كنا نعتقد أنها رحلت وزالت بسبب التكنولوجيا والقيم الغربية الدخيلة،وهذا الفعل الانساني يجعلنا نعتقد،أننا سنتجاوز المرحلة بسلام،لأننا متشبثون بسلوك الانسان المسلم ،الذي لا بقبل أن ينام وجاره يعاني الجوع والبرد والخطر.

هذا،ويمكن أن نضيف الأسر المعوزة ( المياومين…)،التي لا تستطيع توفير لقمة الغد،وتعاني هشاشة خطيرة،تهدد بقائها وسلامتها،فلا بد من التفكير في هذه الشريحة وهي عريضة للأسف الشديد،من خلال توفير مواد استهلاكية ضرورية،وإعفائها من بعض الالتزامات،التي تنهك قواها( فواتير الماء والكهرباء)،حتى نستطيع من التخفيف ولو بالنزر القليل من وقع الكارثة،التي تهدد الشرائح الأكثر هشاشة والمشردين.

فالرسالة هي التفكير في الذي يقضي لياليه خارج البيت،في انتظار المجهول،في الذي تحاصره الجدران دون أن يجد ما يقتات به،فالطوارئ لا تعني أن ندخل البيوت وننسى من في الخارج،ضروري هناك طرق وأساليب سليمة،يجب أن نفكر فيهم جميعا،المشردون والمعوزون،التضامن مطلوب والتكافل واجب في مثل هذه الظروف،لأن استمراريتك وحياتك رهينة بهؤلاء،فكيف ستعيش إن تفشى الوباء بين المشردين،فكيف سترتاح إن جاع جارك …إنه الواجب الذي ينتظرنا جميعا،دون أن نعرض حياتنا وحياة غيرنا للخطر.

مشاركة