رسالة مفتوحة إلى مدير الأكاديمية الجهوية بالدارالبيضاء

نشر في: آخر تحديث:

تحية تقدير واحترام،

الموضوع: طلب تدخل عاجل لرفع الضرر الناتج عن استغلال شقة سكنية للتعليم الأولي والحضانة بشكل غير قانوني

نرفع إلى سيادتكم هذه الرسالة بألم عميق وشكوى مستمرة منذ سنوات، نطرق أبواب المسؤولين بقلوب مثقلة بالمعاناة، مطالبين بحقوق أساسية تضمن لنا ولأطفالنا حياة كريمة وآمنة. فمنذ تاريخ 07/03/2019، تقدمنا بشكايتنا الأولى لرئيس المجلس الجماعي بعين حرودة، نلتمس فيها رفع الضرر الناتج عن استغلال شقة سكنية داخل العمار بحي الأمل  1  عين حرودة جيث يتواجد روض أطفال بمساحة 50 متر مربع للتعليم الأولي والحضانة بالطابق الثالث، وإعطاء دروس دعم دون أي ترخيص قانوني. الوضع ليس فقط مخالفًا للقوانين، بل يشكل خطراً كبيراً على حياة الأطفال، حيث يتواجد غاز البوتان في المطبخ وغرف سكنية محولة إلى فصول دراسية مكتظة، غير مهيأة على الإطلاق لتوفير بيئة تعليمية أو حضانة صحية وآمنة .

تشكلت لجنة من ممثلي السلطة المحلية والمصالح المختصة، وبالفعل عاينت هذا الوضع الخطير، ووجهت إنذارًا للمسؤولة عن الروض بوقف النشاط غير المرخص. لكن، ويا للأسف، لم تلق هذه التحذيرات أي اعتبار. بل زادت الوضع سوءاً، فواصلت توسيع نشاطها دون أدنى احترام للقانون أو لكرامة الأطفال، ضاربة بعرض الحائط كل التحذيرات والقرارات.

في يوم 19/12/2019، وقفت لجنة أخرى على اختلالات جسيمة: حشو 202 تلميذة في مساحة 50 متر مربع في شقق سكنية لا تصلح لأي نشاط تعليمي، اكتظاظ يضيق الأنفاس، مرحاض وحيد مكشوف تنبعث منه الروائح الكريهة، تلاميذ محرومون من أبسط شروط السلامة والكرامة، ومربيات يعانين وسط فوضى عارمة. رغم ذلك، لم تُتخذ إجراءات حاسمة، واستمر الوضع في التفاقم.

لقد بلغ الأمر ذروته حين اضطر العديد من السكان لمغادرة منازلهم. عائلات عاشت في هذه العمارة لسنوات طويلة وجدت نفسها مرغمة على الهجرة وترك ذكرياتها ومنازلها هرباً من الفوضى، الضوضاء، والتهديد المستمر لأمنها وسلامتها النفسية والجسدية. والأدهى من ذلك، أن المسؤولين عن الروض لم يترددوا في استخدام أساليب الترهيب والاعتداء اللفظي والجسدي، حتى وصل بهم الأمر إلى إخفاء أطفال في غرفة مظلمة لتمويه اللجان الرقابية.

سيدي المدير، نناشد ضميركم الحي وواجبكم الإنساني والمهني بالتدخل الفوري والحاسم. إن بقاء هذا الروض بوضعيته الحالية ليس فقط انتهاكاً للقوانين، بل هو تهديد صارخ لكرامة أطفال أبرياء ولسلامة سكان العمارة. نرجو من سيادتكم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإغلاق هذا الروض، رأفةً بهؤلاء الأطفال الذين يستحقون بيئة تعليمية آمنة وكريمة، واحتراماً لحقوقنا كسكان يسعون فقط للعيش بسلام في منازلهم بعدما ضيق الأفق في الرد بحسم  على الشكايات التي لا زالت تتقاطر بدون جواب، لقد علل أحد المسؤولين ب مؤسستكم أن الكرة لذا السلطات المحلية بعد التماطل في تكوين لجنة مختلطة.  

سيدي، أملنا أن يتحقق الإنصاف وأن تعود الطمأنينة لأسرٍ عانت الكثير، ولتعود الحياة الطبيعية إلى بيوتنا التي لطالما كانت مصدر أمان ودفء لنا جميعاً.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

اقرأ أيضاً: