ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺟﺎﻋﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺃﻟﻢ ﻳﺨﺪﺵ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ، ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻣﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻄﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﻄﺮ ﻳﺼﺐ ﻟﻴﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺓ، ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺪﺩ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻣﻰ.
ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﺴﻚ ﻗﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻗﻊ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻜﺘﺐ؟ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺮي ﺟﺮﻭﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺐ، ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺨﺬﻻﻥ ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻫﻢ ﺗﺸﻔﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ، ﺇﻥ ﺍﻹﻧﻐﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﻄﻬﺮ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻛﻘﺮﺻﺔ ﺃﻟﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺸﻔﻰ، ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻧﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺁﻻﻣﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺮﺟﻌﻬﺎ ﻟﻨﻮﺍﺟﻬﻬﺎ.
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ، ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ، ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺧﺎﺕ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻬﺪﻳﺮ ﻣﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﺰﻳﻒ ﺣﺒﺮﻱ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺰﺍﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﻗﻠﻢ ﻭﻻ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﻮﺩ ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ، ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻲ ﻓﺎﺷﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ، ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﻮﻥ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻋﻨﻪ، ﻓﻠﻮ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺻﻼ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ.
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻴﺘﺮﺟﻢ ﻟﻐﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻄﻮﺭ ﻳﺴﺮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻳﺮﻭﻱ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮاء ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺭﺁﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ، ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﻬﺪﻫﺪ ﻳﻮﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻙ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﺭﻱ.
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻛﻌﺎﻟﻢ ﻣﻮﺍﺯ، ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻝ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻛﺮﺳﺎﻡ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻟﻮﺣﺘﻪ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻳﻠﻮﺫ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﻳﻼﻣﺲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﻭﻳﺴﺎﻓﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ، ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ “ﻳﺴﻜﺮ” ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﺘﺐ، فتحلق ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻋﻘﻠﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺽ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﻮ.
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﻋﻤﻞ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﻤﻞ، ﻓﻼ ﻣﺘﻨﻔﺲ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺸﻖ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭف.
رحلة مع الكتابة
كتبه Aziz Benhrimida كتب في 8 يوليو، 2017 - 8:56 مساءً
مقالات ذات صلة
9 يناير، 2025
” مكاسب الدبلوماسية الملكية الحكيمة تكريس لتسريع وتيرة الطي النهائي لملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية “
بقلم الأستاذ/ الكاتب الحسن لحويدك رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب. بناء على العديد من المعطيات ، شهدت [...]
8 يناير، 2025
مستوصف تراست … 10 صباحا انتهى العمل ،و المرفق محجوز
رشيد أنوار / صوت العدالة مجرد الوقوف امام باب المستوصف الصحي بحي تراست التابع لجماعة انزكان ” من اغنى جماعات المغرب ” تجد نفسك في حيرة هل فعلاانت انسان قبل ان تكون مواطن !! اكتضاض وتدافع للحصول على رقمك الذي يخول لك الاستفادة من حق الصحة ، وشرف لقاء طبيب ، وان لم يحالفك الحظ في الحصول على رقم قبل الأربعين ، او عدد محدد حسب مزاج الطبيب و حالته [...]
6 يناير، 2025
العلاقات الاجتماعية: هندسة النجاح الخفية
.بقلم…معاذ فاروق حين نتأمل الحياة في عمقها، ندرك أن الإنسان ليس مجرد كائن عابر في محيطه، بل هو نسيج من [...]
5 يناير، 2025
لماذا لا نقرا ، والمستقبل سوف تقوده الشعوب القارئه ؟؟
بقلم..محمد الموستني قد نطرح السؤال التالي لماذا لا نقرا ؟ اليس لدينا الوقت لنقرا؟ ام لا نريد ان نقرا؟هذا السؤال [...]