بسبب العمل الجبار الذي قام به فريق طبي لفائدة طفل مصاب بورم على مستوى الدماغ،
قام رجل أعمال ومقاول معروف في إيطاليا بالتبرع بمبلغ 800 ألف أورو (حوالي 880 مليون سنتيم)، لفائدة المستشفى الذي أعاد البسمة لطفله ولعائلته بعد علاجه من مرض خبيث.
وتعود الفصول الأولى لهذه القصة لخمس سنوات خلت، حين تقدمت عائلة الطفل الذي كان حينها يبلغ من العمر سنتين إلى مستشفى للأطفال بمدينة بولونيا بشمال شرق إيطاليا، حيث تم اكتشاف إصابته بورم في الدماغ، وتم أخبار العائلة بأن الأمل في شفائه شبه منعدم.
ورغم تأكيدات الأطباء بأن إمكانية الشفاء جد ضئيلة، ظلت عائلة الطفل متمسكة بالأمل في تعافيه، وهو ما جعلها تنقله إلى مستشفى “غازليني” بمدينة جنوة، أحد أكبر المؤسسات الصحية المتخصصة في طب الأطفال في إيطاليا.
وقام فريق طبي بتتبع حالة الطفل لمدة ثمانية أشهر. وعندما بدأت حالته الصحية تتحسن، قررت العائلة تغيير مقر سكناها والإستقرار بمدينة جنوة قرب المستشفى.
وتأثر جد الطفل (رجل أعمال) كثيرا بمعاملة الأطباء للأطفال وباحترافيتهم وانسانيتهم، وفي الوقت الذي ما يزال فيه الإبن يتلقى العلاج، قرر الأب أن يتبرع بمبلغ 500 ألف أورو، أي حوالي 550 مليون سنتيم كدفعة أولى،وعينت إدارة المستشفى لجنة للسهر على تتبع صرف المبلغ بشكل عقلاني، ثم عاد رجل الأعمال وتبرع من جديد بمبلغ قدره 300 ألف أورو، حتى بلغ مجموع ما تبرع به 800 ألف أورو أي حوالي 880 مليون سنتيم.
واستغلت إدارة المستشفى المبلغ في توظيف طبيبين في نفس التخصص، إضافة إلى طبيب نفسي لتتبع الأطفال الذين يتعرضون لمضاعفات جسدية كبيرة نتيجة العلاج الكيميائي.
وعندما علمت الصحافة بالخبر، انتقل الصحافيون للبحث عن رجل الأعمال لأخذ تعليقه، لكنه رفض في البداية الحديث للصحفيين، قبل أن يؤكد “لقد انبهرت بحجم المعاملة الإنسانية في المستشفى، وقررت أن أساهم في تحسين الرأسمال البشري وفي توظيف أطباء آخرين، أنا لست شخصا إستثنائيا ولا بطلا، الأبطال هم الأطباء الذين أنقدوا الطفل..كل منا يجب أن يساهم من موقعه في التقدم وفي البحث العلمي..”.
وبسبب المجهودات التي بدلها الأطباء في مستشفى “غازليني” تعافى الطفل من المرض الفتاك، وقال الجد إن حفيده “جد سعيد ويتابع هذه السنة دراسته في القسم الثاني من التعليم الإبتدائي”.