صوت العدالة – عبد الحكيم رضى
فخر رجراجة مدرسة زاوية إبن احميدة للتعليم العتيق ثلاثة قرون من تعليم وحفظ القرآن وعلوم الشرع والتعايش مع الانفتاح على دول جنوب الصحراء نبدة تعريفية
تقع مدرسة زاوية إبن حميدة للتعليم العتيق بين هضاب “الشياظمة” شمال مدينة الصويرة وتبعد عن هده الاخيرة بحوالي 55 كلومترا توجد تحديدا بزاوية ابن احميدة نقيب زوايا رجراجة بالمغرب وقد شيدت هده المعلمة الدينبة والمنارة القرآنية قبل ثلاثة قرون من قبل الشيخ “سيدي محمد ابن احميدة” حملت على عاتقها لواء القرآن والعلم والفقه والسنة ونشر المعرفة الدينية بين قبائل “رجراجة” بإقليم الصويرة والتراب المغربي ككل وتخرج منها آلاف الأئمة والفقهاء على مر عقود من الزمن وانخرطت حديثا في منظومة التعليم العتيق الجديدة والتي تزاوج بين علوم الدين والعلوم العصرية كما وسعت دائرة استقطابها إذ انفتحت على إفريقيا وأصبحت تستقبل بعثات من طلاب دول جنوب الصحراء.
تقع مدرسة زاوية ابن حميدة للتعليم العتيق بثراب جماعة زاوية إبن احميدة إقليم الصويرة على الطريق الوطنية رقم 1 والتي يربطها بها طريق منحرف عبر الطريق الرابط بين مركز بئركوات وسيدي عيسى الرجراجي يؤدي مباشرة إلى زاوية نقيب زوايا رجراجة ومنه إلى هده المدرسة القرآنية العلمية العتيقة والتي تشهد حركة كبيرة للطلبة والأساتذة والفقهاء والذين يعيش جلهم بالمدرسة وسط البينات التابعة لها كما لايخفى على أغلب موريدها وطلابها إن 3 قرون من العطاء للمدرسة ابن احميدة للتعليم العتيق منذ تأسسها من قبل الشيخ القطب سيدي محمد ابن احميدة والتي إستطاعت طيلة هده الفترة أن تساهم في حمل لواء تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية ونشر المعرفة وقيم التسامح والإسلام المعتدل والتصوف رغم الإهمال الذي طالها في القرن الماضي وتدهور بنيتها التحتية ومغادرة الطلبة لها إلا أن أحد أبناء الزاوية الشرفاء ألا وهو النقيب الجاج محمدان المقدم رحمة الله عليه حرص على تجديد بنيتها وإصلاح معالمها إذ أعاد لها دوارها التعليمي الديني الفقهي الشرعي الذي كانت تلعبها من قبل وقد شرع في العمل على إصلاحها بداية سبعينات من القرن الماضي وهاهي الآن تعمل وفق منظومة التعليم العتيق التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ويشرف على ادرتها أبنه الحاج عبد العزيز المقدم نقيب زوايا رجراجة بالمغرب.
وتحتضن المدرسة ثلاثة أطور تعليمية طور ابتدائي وطور إعدادي وطور ثانوي ويتدرج فيها الطالب إلى حين حصوله على شهادة الباكلوريا والتي تفتح أمامه آفاقا أكاديمية ومهنية عديدة إذ تخول له ولوج الجامعات المغربية كما هو الحال بالنسبة إلى باقي الباكلوريات المعتمدة في المغرب باستثناء الكليات العلمية المتخصصة ويلج طلبتها كذلك المعاهد المتخصصة في المجال الديني مثل معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ويلجون أيضا كلية الشريعة وجامعة القرويين ويشقون طريقهم بنجاح إذ يحصل عدد منهم على الإجازة والماستر وشهادة العالمية برتبة جد مشرفة ومنهم من اشتغل في القضاء والتعليم العمومي والعتيق بالإضافة إلى الإمامة والتأطير الديني إذ يعملون مرشدين دينيين تابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومنهم من يأطر خارج الوطن بالدول الأوربية (فرنسا بلجيكا ألمانيا ايطاليا) وبعض الدول العربية (العربية السعودية الإمارات قطر).
