أبو إياد / مكتب مراكش
احتضنت مدينة مراكش، يوم الخميس 16 أكتوبر 2025، أشغال مؤتمر الشبكة الفرنكفونية للمجالس العليا للقضاء، الذي ينظمه المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالمملكة المغربية يومي 16 و17 أكتوبر الجاري، بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الشبكة التي تضم عدداً من الدول الناطقة باللغة الفرنسية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور شخصيات وازنة في المجالين القضائي والمؤسساتي، في مقدمتهم محمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وهشام بلاوي، رئيس النيابة العامة، ومحمد فوزي، والي جهة مراكش-آسفي، إلى جانب سمير كودار، رئيس مجلس الجهة، وآمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فضلاً عن وفود رفيعة تمثل عدداً من الدول الأعضاء في الشبكة.
ويأتي حضور السيد سمير كودار لهذا الحدث الدولي الهام ليعكس انخراط جهة مراكش-آسفي في دعم المبادرات المؤسسية الكبرى التي تعزز موقع الجهة كمركز رائد لاحتضان وتنظيم الفعاليات الدولية في مجالات العدالة والحكامة والمؤسسات القضائية. كما يجسد هذا الحضور التزام الجهة بالمساهمة في توطيد التعاون الدولي وترسيخ قيم سيادة القانون واستقلال السلطة القضائية داخل الفضاء الفرنكفوني.
ويُعد مؤتمر مراكش محطة أساسية لتقييم حصيلة عشر سنوات من عمل الشبكة، واستعراض منجزاتها في مجالات التعاون القضائي وتبادل الممارسات الفضلى، إلى جانب كونه فضاء للحوار والنقاش حول مستقبل المجالس العليا للقضاء في ظل التحولات التكنولوجية والمؤسساتية التي تعرفها الأنظمة القضائية الحديثة.
كما يتناول المؤتمر التحديات المشتركة التي تواجه المجالس العليا للقضاء بالدول الأعضاء، وسبل تعزيز استقلال المؤسسة القضائية وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة والأخلاقيات المهنية، مع العمل على توسيع مجالات التعاون العلمي والتقني بين هذه المؤسسات، بما يجعل من الشبكة منصة استراتيجية لتعزيز التعاون القضائي داخل الفضاء الفرنكفوني.
ويعرف هذا اللقاء الدولي مشاركة ممثلين عن 14 مجلساً قضائياً عضواً في الشبكة، إلى جانب ثلاثة مجالس عليا بصفة ملاحظ، فضلاً عن حضور منظمات دولية ناطقة بالفرنسية وعدد من الخبراء والأكاديميين المهتمين بالشأن القضائي.
ويتضمن البرنامج أربع جلسات علمية ومهنية تتناول مواضيع محورية من بينها: حصيلة عقد من تجربة الشبكة الفرنكفونية، واستقلال المجالس القضائية، والأخلاقيات المهنية للقضاة، والتواصل القضائي في عصر الوسائط الرقمية وواجب التحفظ.
تجدر الإشارة إلى أن الشبكة الفرنكفونية للمجالس العليا للقضاء تأسست سنة 2014 عقب إعلان “غانيتو” (Gatineau)، وتضم حالياً 23 مجلساً قضائياً رفيع المستوى، وتشكل فضاءً متميزاً لتبادل التجارب والخبرات وتعزيز قيم استقلال القضاء ونزاهته، بما يسهم في تطوير العدالة وترسيخ التعاون القضائي بين الدول الفرنكفونية.
