محمد قريوش_صوت العدالة
في لقاء صحفي طال انتظاره، خرج علينا رئيس الحكومة عزيز أخنوش بعبارة قد تُخلد في التاريخ ضمن نوادر السياسة: “أزمة البطالة والتشغيل ستحل إذا هطل المطر”. قد تبدو الجملة مأخوذة من كتاب خيالي أو ربما نكتة سياسية، لكنها للأسف تعكس واقعًا حقيقيًا حيث يربط السيد الرئيس حلول قضايا مصيرية مثل البطالة والتشغيل بأحوال الطقس!
للحظة، يبدو أن رئيس حكومتنا يلمح إلى حلول من “السماء”، وكأن العصا السحرية لحل مشاكل الشباب الباحث عن عمل مرتبطة بـ”الغيوم” أو “الرعد”، وليس بسياسات التشغيل والإصلاح الهيكلي. وإذا كان الأمر كذلك، فلعل الحكومة تتوقع أن تجذب السماء فرص العمل مثلما تجذب الأرض مياه المطر!
لكن ما لم يدركه السيد الرئيس هو أن هناك جيلًا كاملاً من الشباب لا ينتظر “القطرات” من السماء، بل ينتظر حلولًا حقيقية، واستراتيجيات تُخطط بعقلانية وجهد وتفانٍ. هؤلاء الشباب لديهم آمال وتطلعات تتجاوز التسليم لأحوال الطقس. هم يتطلعون إلى خطط فعالة، وأفق واضح، وفرص عمل تفتح أمامهم أبواب المستقبل، لا إلى وعود تتبخر مع أول موجة جفاف!
ربما على رئيس الحكومة، بدلًا من انتظار “الغيث”، أن ينزل هو شخصيًا إلى الميدان ليواجه واقعًا يتطلب تخطيطًا وتحفيزًا للاستثمارات، وبنية تحتية تُهيئ لخلق فرص عمل جديدة، وتشجيعًا لريادة الأعمال. لأن السماء، وإن أرسلت أمطارها، لن تحل معضلات البطالة، ولن تنشئ شركات ناشئة، ولن تفتح مصانع جديدة.
إن الأزمات تتطلب قيادات تتحدى الظروف، لا قيادات تتذرع بها.